أمراض الشيخوخة تغزو الشباب الأردني

أكد خبراء في مجال الصحة، أن الضغط النفسي مع نمط الحياة السيء، أدى إلى زيادة الإصابة بأمراض الشيخوخة، مثل أمراض السكري وارتفاع ضغط الدم، بين الشباب الأردني.

وقال الخبراء إنه في السنوات الأخيرة، شهد عدد الشباب الأردنيين الذين يعانون من مثل هذه الأمراض "زيادة كبيرة".

وقال استشاري الغدد الصماء والسكري، هشام جربوع، إن الإصابة بمرض السكري من النوع 2 بين المراهقين والشباب في الأردن، ازدادت بشكل كبير خلال العقد الماضي، مشيرًا إلى أن 50٪ من الأردنيين يعانون من مرض السكري.

وبحسب جربوع، يمكن أن تُعزى زيادة الإصابة بالسكري لدى الشباب والأطفال إلى عدة عوامل، بما في ذلك الضغط النفسي والعادات الصحية السيئة.

وتابع: "من المعروف أن مرض السكري من النوع 2 يؤثر بشكل أساسي على البالغين فوق سن الأربعين، لكننا نشهد الآن مرض السكري لدى الأطفال والمراهقين والشباب، ويرجع ذلك في الغالب إلى السمنة".

وأشار الطبيب جربوع إلى أن أنماط حياة الناس قد تغيرت تمامًا مع زيادة تأثير التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي في الحياة اليومية. وأضاف أن هذه العوامل أثرت سلبًا على الصحة العامة بعدة طرق، مثل قلة الحركة.

وعن العوامل النفسية والاجتماعية التي تؤثر على ظهور أمراض الشيخوخة المبكرة، قال جربوع إن "الخريجين الجدد [على وجه الخصوص] يعانون من ضغوط وقلق كبير بسبب الإفراط في التفكير في المستقبل، والزواج، وتكوين أسرة، والخوف من البقاء عاطلين عن العمل، مما يؤدي إلى اكتئاب نفسي".

وأشار إلى أن العوامل الاجتماعية، وفي مقدمتها بطالة الشباب، تؤثر سلباً على الثقة بالنفس واحترام الذات لدى الشباب، مما يؤثر بشكل أكبر على صحتهم، وعلى ارتفاع معدلات الإصابة بهذه الأمراض.

ولفت جربوع إلى الحاجة إلى زيادة الوعي، خاصة بين الطلاب، "فهم بحاجة إلى ممارسة الرياضة، والتحرك أكثر، وتجنب الأطعمة غير الصحية من أجل الحفاظ على لياقتهم".

خطر البطالة

من جهته، قال عالم الاجتماع حسين الخزاعي، إن الشباب يتعرضون لضغوط أكبر داخل المجتمع الأردني بسبب ارتفاع معدل البطالة بين الشباب.

وأضاف الخزاعي: "تؤدي البطالة إلى أمراض نفسية واجتماعية وجسدية مزمنة. ويشعر الشباب العاطل عن العمل بالوصم باعتبارهم أعضاء غير منتجين وغير فعالين في المجتمع".

ويؤدي الضغط النفسي من هذا النوع إلى ما يسميه الخزاعي بـ"الأمراض الاجتماعية"، مثل تأخر الزواج بسبب عدم القدرة على تأمين الحاجات الأساسية.

وأضاف الخزاعي أن انتشار مثل هذه "الأمراض الاجتماعية" يتضح من حقيقة أن "48 في المائة من الشباب الأردني يفكرون في الهجرة".

أمراض الشيخوخة المبكرة

بدوره، سلّط أخصائي الطب الباطني وأمراض القلب، معاذ الكردي، الضوء على حقيقة أن الشباب الأردني اليوم أكثر عرضة للإصابة بأمراض الشيخوخة المبكرة.

وقال الكردي إن "التوتر والقلق يزيدان بعض الهرمونات، مثل الأدرينالين، داخل الجسم، مما يضغط على الأعضاء الداخلية، وتحديداً الشرايين والبنكرياس ويسبب هذا الضغط ضررًا داخليًا في سن مبكرة ويساهم في ظهور مرض مزمن مبكر وهذا مثبت علميًا".

وأشار الكردي إلى أن الاستخدام الواسع النطاق لمنتجات النيكوتين في الأردن، والتي تحظى بشعبية عبر جميع الأعمار، هو أيضًا السبب الرئيسي وراء العديد من الأمراض.

وقال الكردي: "1 في المائة فقط من المرضى الذين نستقبلهم في العيادة لا يدخنون، وهذا أمر مؤسف. ويلقي معظم المدخنين باللوم في ذلك على الظروف المعيشية القاسية وضغوط الحياة التي تزيد من إنتاج الهرمونات إلى مستويات غير طبيعية ضارة".

وحث الكردي الناس على تناول الطعام الصحي وبكميات مناسبة، وتجنب التدخين من أجل البقاء بصحة جيدة، وأوصى كذلك بممارسة التمارين الرياضية واليوغا والقراءة بانتظام للمساعدة في الحفاظ على اللياقة البدنية والصحة العقلية الجيدة.

كما شدد الكردي على أهمية الصحة النفسية في الصحة العامة. وقال: "يحتاج الناس إلى تدريب أنفسهم على التفكير بشكل أكثر عقلانية، خاصة عند التعامل مع الصدمات والنجاة من الأوقات الصعبة".