كأن لا أحد في المكان
نسيم عنيزات
كيف نستطيع أن نتغلب على السكون ونتجاوز حالة الجمود في حياتنا اليومية وكل ما يحيط بنا في جميع تفاصيل حياتنا ؟ التي يسيطر عليها الروتين والرتابة وعدم اليقين وانعدام الثقة بالغد الذي انتظرناه طويلا ، وحاولنا الوصول اليه عبر العديد من المحطات، ووسائل النقل ، التي للأسف خذلتنا عند اول محطة وفي بداية الطريق ، إما لعطل ما ،او عبث في محركها، او لخلو خزانها من الوقود فعجزنا عن الوصول .
لا جديد في حياتنا ، ولا تغيير على مسيرتنا التي ملت المعيقات والعثرات والابواب المغلقة، واختفاء منافذ العبور ،لدرجة ان الامل الذي كنا نعيش معه كمسكنات فقد تأثيره لوجود المناعة ضده بعد ان رفضته الأجسام.
حالة تواجهنا في بيوتنا ومع اسرنا ، في قضايانا وشؤون حياتنا ، في الشارع والعمل ، وكل ما يحيط بنا من امور وقضايا جميعها محاط بحالة من الاحباط والقهر الذي أضعف الاجسام وأنهكها وسيطر على مجرياتها، متحكما بتصرفاتها وسلوكها .
حالة تعبر عن واقع لا نسمع فيه الا التذمر والشكوى من سوء الحال والأحوال التي وصلنا إليها بسبب ضعف التقدير وسوء التدبير .
هذا هو وضع فئات تعيش أسوأ أوضاعها ، في ظروف غاية في الصعوبة ، وأصبحت شكواها تعبئ المكان وتملأ الفراغات في الشارع او التكسي او مكان العمل او المنزل ، ولا نسمع الا صدى صوتنا الذي يرتد الينا.