مسؤول أميركي يكشف تفاصيل مقتل أيمن الظواهري

أكد مسؤول أمريكي أن الغارة الأمريكية بطائرة بدون طيار التي قتلت زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في العاصمة الأفغانية كابول، الأحد الماضي، كانت نتاج شهور من التخطيط السري للغاية من قبل الرئيس الأمريكي جو بايدن ودائرة ضيقة من كبار مستشاريه، الذين قاموا ببناء نموذج مصغر للمنزل الذي تواجد فيه الظواهري.

وكشف المسؤول الكبير في الإدارة الأمريكية عن تفاصيل العملية والتخطيط لها بينما كان بايدن يستعد للإعلان عنها يوم الاثنين. وبحسب المسؤول، تم إطلاع الرئيس الأمريكي لأول مرة في أبريل/ نيسان الماضي على وجود الظواهري في منزل آمن في كابول، وكان المسؤولون الأمريكيون على علم بشبكة تدعم الزعيم الإرهابي في العاصمة الأفغانية منذ شهور، وقد تعرفوا على زوجته وابنته وأطفالها، من خلال مصادر متعددة للاستخبارات.

 

 
وذكر أن الظواهري نفسه لم يغادر المكان بعد وصوله هذا العام، و مع مرور أشهر، بدأ المسؤولون الأمريكيون في تحليل المعلومات بشأن المنزل وهيكله بما في ذلك خروج الظواهري بشكل دوري إلى شرفة المنزل لفترات طويلة، مع التركيز على تطوير عملية للقضاء على الهدف الإرهابي رقم 1 في العالم دون المساس بسلامة المبنى.

وأضاف المصدر أنه كان على رأس أولويات بايدن وأعضاء فريقه تجنب مقتل المدنيين، بما في ذلك أفراد عائلة الظواهري الذين كانوا يعيشون في المبنى، مشيرا إلى أن وجود المنزل في وسط مدينة كابول كان يمثل تحديا. وتابع بالقول إن المسؤولين كانوا مدركين لتخطيطهم والمعلومات التي يجب أن تكون صحيحة قبل تقديم أي خيارات إلى بايدن، وكانوا حذرين للغاية من تسرب المعلومات ومن ثم تم إبلاغ "مجموعة صغيرة جدًا ومختارة" في مجموعة متفرقة من الوكالات الأمنية الرئيسية بالخطط.

ومع حلول مايو/ أيار ويونيو/ حزيران الماضيين، كان بايدن على إطلاع دائم بالتطورات، وفي 1 يوليو/ تموز، جمع كبار مسؤولي الأمن القومي في غرفة العمليات بالبيت الأبيض لتلقي إحاطة بشأن العملية المقترحة، وجلس حول الطاولة مدير وكالة الاستخبارات المركزية ويليام بيرنز، ومديرة المخابرات الوطنية أفريل هينز، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان ونائبه جون فينر، ومستشارة الأمن الداخلي إليزابيث شيروود راندال.

وقال المسؤول الأمريكي إن بايدن كان "منخرطا بعمق في المعلومات الاستخبارية، ووجه أسئلة مفصلة حول ما عرفناه وكيف عرفناه".

وكان من الأمور ذات الأهمية الخاصة نموذج مصغر لمنزل الظواهري الذي بناه مسؤولو المخابرات ونقلوه إلى البيت الأبيض ليقوم الرئيس بفحصه، وقال المسؤول إن بايدن تساءل كيف تساءل عن تفاصيل متعلقة بالعملية منها ضوء الشمس ونوعية مواد البناء وأي تأثير للطقس على العملية.

وقال المسؤول إن بايدن ركز بشكل خاص على ضمان أن كل خطوة قد تم اتخاذها لضمان أن العملية ستقلل من خطر وقوع إصابات في صفوف المدنيين.

وطلب بايدن من فريقه مزيدًا من المعلومات حول خطط المبنى وكيف يمكن أن تؤثر الضربة عليه، وسافر إلى كامب ديفيد في وقت لاحق من بعد ظهر ذلك اليوم، فيما ظل فريقه متأخرا، حيث اجتمع عدة مرات في غرفة العمليات خلال الأسابيع التالية لإكمال التخطيط والإجابة على أسئلة الرئيس الأمريكي والتأكد من أنهم اتخذوا كل الإجراءات لتقليل المخاطر.

وكان هناك جهد موازٍ من قبل كبار محامي الإدارة لفحص المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بالظواهري وإرساء الأساس القانوني للعملية.

وفي 25 يوليو، أثناء وجوده في العزل الصحي بالبيت الأبيض، إثر إصابته بفيروس كورونا المستجد، تلقى بايدن من فريقه إحاطة أخيرة، وقال المسؤول إنه تسائل عن أي خيارات إضافية يمكن أن تقلل من الخسائر في صفوف المدنيين، ودار حول أعضاء فريقه، واستفسر عن رأي كل مسؤول، وفي النهاية، أذن بتنفيذ "ضربة جوية دقيقة للقضاء على الهدف".

وبعد 5 أيام، أُطلق صاروخان من طراز "هيل فاير" على شرفة المنزل الآمن في كابول، وأكدت "مصادر متعددة من الاستخبارات" مقتل الظواهري، وقال المسؤول إن أفراد عائلته، الذين كانوا في أماكن أخرى من المنزل، لم يصابوا بأذى. وتابع أنه تم إبلاغ بايدن، الذي كان لا يزال في العزل الصحي، بوقت بدء العملية ومتى انتهت.

ولفت المسؤول إلى أنه لم يكن هناك أمريكيون على الأرض في كابول وقت الغارة. وقال إن شخصيات بارزة من حركة "حقاني" كانت على علم بوجود الظواهري في المنطقة في "انتهاك واضح لاتفاق الدوحة"، بل واتخذت خطوات لإخفاء وجوده بعد الضربة الناجحة، وتقييد الوصول إلى المنزل الآمن ونقل أفراد من عائلة الظواهري، بما في ذلك ابنته وأطفالها، الذين ظلوا سالمين.

وأوضح المسؤول أن الولايات المتحدة لم تنبه مسؤولي طالبان قبل الغارة، وبعد الضغط عليه، رفض المسؤول الإفصاح عما إذا كانت هناك معلومات استخباراتية تورط الاستخبارات الباكستانية في المساعدة في إخفاء الظواهري.

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية عرضت مكافأة تصل إلى 25 مليون دولار للحصول على معلومات تؤدي مباشرة إلى إلقاء القبض على الظواهري الذي أشار تقرير للأمم المتحدة في يونيو/ حزيران 2021 إلى أنه كان موجودا في مكان ما في المنطقة الحدودية لأفغانستان وباكستان، وأنه ربما كان ضعيفا للغاية.