الصبيحي عن نقل رئاسة الضمان لوزير الصناعة: تقهقر لا تطور
كتب خبير التأمينات والحماية الاجتماعية، الإعلامي والحقوقي/ موسى الصبيحي، منشورا عبر صفحته في فيسبوك، اليوم الاثنين، انتقد فيه نقل رئاسة مجلس إدارة المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي من وزير العمل إلى وزير الصناعة، واعتبر القرار "تقهقر لا تطوّر".
وتاليا نص المنشور:
تقترح خطة تحديث القطاع العام إلغاء وزارة العمل وتوزيع مهامها ومسؤولياتها على عدد من الوزارات والمؤسسات، وتبعاً لذلك وحيث ينص قانون الضمان الاجتماعي على أن وزير العمل بحكم منصبه يرأس مجلس إدارة المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي، فإن التحديث المقرّر في الخطة يقترح أن تُنقَل رئاسة مجلس إدارة مؤسسة الضمان إلى وزير الصناعة والتجارة والتموين..!
على أية حال، إن استقلالية المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي مالياً وإدارياً وفقاً لما نص عليه قانون الضمان وكونها ليست مؤسسة حكومية تفرض نوعاً من الحاكمية الرشيدة في بنية تنظيمها وهيكلها الإداري، بعيداً عن الهيمنة الحكومية والتدخل الحكومي أنّى كان، ولكن مع ضمان الضبط التنظيمي والرقابي المُحكَم لها، وبما يحدد المسؤوليات والمهام تحديداً دقيقاً واضحاً، ولهذا كان من بين المقترحات التي قُدّمت في مراحل سابقة لإعادة هيكلة المؤسسة وتصويب حاكميتها أن يرأس مجلس إدارتها شخص برتبة "مُحافظ" على شاكلة محافظ البنك المركزي، يطلق عليه محافظ المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي يكون هو المسؤول الأول عن كافة أعمالها ومهامها وشؤونها الإدارية والمالية والتأمينية والاستثمارية وعن إنفاذها للقانون أمام كافة المراجع العليا في الدولة ولا سيما أمام مجلس الأمة، ويكون لهذا المحافظ نائبان اثنان فقط؛ أحدهما لشؤون التأمينات، والثاني لشؤون الاستثمارات..!
كنت أتمنى لو أن المكلفين بوضع خطة تحديث القطاع العام وتطويرة فكّروا بهذه المسألة، لكانوا قدّموا خدمة عظيمة للعمال ولأصحاب العمل وللاقتصاد الوطني، ولكنّا وصلنا إلى درجة أفضل من الحاكمية الرشيدة لهذه المؤسسة التي تكبر شيئاً فشيئاً ويتعاظم دورها ومسؤولياتها كل يوم، وتتعلق بها وبمستقبلها عيون الأردنيين كحاضنة اجتماعية كبرى تُحافظ على حقوقهم وتضمن مستقبلهم وكرامة عيشهم وطُمَانينتهم..!
(سلسلة معلومات تأمينية توعوية بقانون الضمان نُقدّمها بصورة مُبسّطة ويبقى القانون والأنظمة الصادرة بمقتضاه هو الأصل - يُسمَح بنقلها ومشاركتها أو الاقتباس منها لأغراض التوعية والمعرفة مع الإشارة للمصدر).