بكاء الرجال
زيان زوانة
كثيرة أدبيات " بكاء الرجال " في ثقافات الشعوب ، لكنّ بكاء طاهر المصري على وقع نشيد " موطني " يدمي القلوب . فبعد عبوره سنين عمره ، تتساءل دموعه ودموعنا عما فعلته تلك السنين فينا ؟.
تنفتح أبواب عواصم عربية أمام المحتل للأرض العربية في سيناء والجولان وفلسطين ، وتتفتت سوريا تحت سنابك المحتلين الطامعين ، وتعاني باريس العرب ، بيروت انقطاع الخبز والكهرباء والدواء ، وتنقسم بغداد بين أهلها وبين محتليها ، وتنخرط الخرطوم في صراع لم يتوقف.
وتتقسّم ليبيا واليمن السعيد بين أهاليهم والطامعين فيهم ، بينما التقارير ترشحّ القاهرة وتونس لإعسار مالي يعصف بعملتيهما ومواطنيهما . لكنّ الفلسطيني في غزة وجنين ونابلس وحارة الياسمينة في قلبها ، ما يزال صامدا على الأرض والمقاومة والتحدي ، والعربي في تلك العواصم يعَّض على معاناته ، وكلهم منشدون موطني ، هذا ما فعلته بنا السنين .
بكاء طاهر المصري النابلسي الفلسطيني الأردني العربي ، وتساقط دموعه وانفعالاته في عمان ، هدية لكل عربي وأردني وفلسطيني وعنوان لمزيج الألم والتحدي ، فمصانع الرجال لن توقفها الكوراث.