من أجل كاسة شاي
يوسف غيشان
مواطن مسحوق، جلس في المقهى، وأمامه كاسة شاي. كان المواطن يضع رأسه بين يديه، في وضع من يبدو بائسا ويائسا. جاء رجل أزعر، وحاول التحركش في الرجل، فلم يأبه له، فمسك الأزعر كأس الشاي من بين يدي المواطن وشربه دفعة واحدة، ثم وضعه على الطاولة فارغا.
نظر المواطن إلى كأس الشاي أمامه، ثم نظر إلى الرجل الذي شربه، وشرع يبكي ويبكي ويبكي، حتى ملأت دموعه الأرض، أشفق الرجل الأزعر على حال المواطن وسأله:
- كل هذا البكاء من أجل أنى شربت كأس الشاي، انا آسف يا رجل، سأشتري لك واحدة اخرى.
- لا مش هاي القصة، هيه اجت عليك. ؟؟؟.... . أنا مسكّرة معاي وقصتي طويلة.
واستمر المواطن في البكاء والنشيج،استحثه الأزعر على سرد قصته.
مسح الرجل دموعه، وتوقف عن الشهيق، وقال
- صحوت اليوم وإذا بالمياه مقطوعة عن البيت.
- هاي مش قصة، عادي بتصير مع كل الناس.
- والكهربا مقطوعة كمان لأني مش قادر أدفع الفواتير.
- بسيطة
- والدراجة تبعت الشغل انسرقت مني.
- بتكون امأمنه شامل
- وانطردت من الشغل.
- بتلاقي غيره
- وخسرت مستحقاتي.
- هاي صعبة شوي
- ومرتي طالبة الطلاق.
- اريحلك
- وحماتى بدها تاخد الشقة لأنها بإسمها.
- هاي برضه صعبه الشوي ...بس مش محرزه تبكي كل هالبكا.
- وجيت انته الله يسامحك.
- انا شو عملت ...رجعنا ع كاسة الشاي المرّة اللي طعمها غريب وشربتها من قدامك؟
- الله يسامحك .... حتى كاسة الشاي اللى حطيت فيها السم علشان انتحر إجيت انته وشربتها من قدّامي !!
وتلولحي يا دالية