سياسيون يناقشون دعوة الملك لانخراط "نخب الصالونات" بالعمل الحزبي

اخبار الاردن – عماد عبدالكريم

 

لقي الحديث الملكي حول الدعوة للتحديث السياسي والنخب، اهتماماً كبيراً لدى السياسيين حيث يرون أن حديث الملك يشكل رسالة واضحة للانخراط في العمل الحزبي.

وأكدوا في حديثهم لصحيفة أخبارالأردن الإلكترونية، أن دعوة الملك إلى أن هجر ثقافة الصالونات السياسية والانخراط في الأحزاب، لتشكل دعوة إلى التخلي عن الصالونات السياسية، التي كانت سابقاً وحتى وقت قريب تمثل الطبقة السياسية، وسعيها إلى اخذ الدور السياسي في الدولة، والتوجه إلى تشكيل الأحزاب السياسية التي ستكون الأساس في تكون الطبقة السياسية التي تدير الدولة من خلال تشكيل البرلمان والحكومات المقبلة.

تخلي عن الصالونات السياسية

النائب السابق الدكتور ابراهيم البدور،  أكد أن الحديث الملكي عبارة عن توجيه مباشر للنخب السياسية إلى العمل الحزبي ، فخلال دورتين قادمتين لمجلس النواب سيكون ثلث أعضاءه من منتسبي الاحزاب السياسية والتي سيكون لها الدور في تشكيل الحكومات المقبلة.

وأضاف في حديثه لصحيفة أخبار الأردن الإلكترونية، أن الرسالة الملكية لكل من لدية اي طموح سياسي لا بد أن يكون هذا الطموح من خلال العمل الحزبي والتوجه إلى الانخراط في الأحزاب، والتخلي عن المشاركات في الصالونات السياسية التي كانت سابقاً تشكل الطبقات السياسية في البلاد.

الصالونات.. تثير المجتمع

وقال أستاذ الدراسات الاستراتيجية في جامعة الحسين بن طلال الدكتور حسن الدعجة، إن تصريحات الملك تحمل مضامين كبيرة على المستوى المحلي والإقليمي، لاسيما تصريحاته بخصوص التحالف العربي والتركيز على القضية الفلسطينية باعتبارها القضية صاحبة الأولوية الكبيرة .

وأشار في حديثه لصحيفة أخبار الأردن الإلكترونية،  إلى أن ثقافة الصالونات السياسية التي تتناقل اخبار منها ما هو صحيح ومنها ما يحمل تحليلات غير دقيقة، لم تعد تقدم للمجتمع أي تطوير وتقدم في العملية السياسية،  مؤكداً أن كثير من آراء وأخبار الصالونات السياسية تتناول اخبار تؤدي إلى انقسام كبير في المجتمع و الرأي العام الأردني،  كما ولا يساهم في الوحدة السياسية والاجتماعية الوطنية إضافة إلى تشتيت جهود الدولة إلى مسارات متعددة.

وقال إن جلالة الملك يوجه باستمرار باتجاه هذه القضايا خاصة التي تجمع المجتمع ولا تفرقه، و يقدم الكلمة الفصل في القضايا التي تشغل المجتمع والرأي العام.

ديكورات سياسية

وأكد المحلل السياسي والاستراتيجي الدكتور منذر الحوارات،  أن الحديث الملكي الذي خص به جلالته الصالونات السياسية باعتبارها البيئة التي احتضنت الحركة السياسية سابقا، وغطت غياب الحركة الحزبية سابقا، وكانت وسيلة للنقاش  في القضايا والعامة بشكل كبير وخرجت عنها مواقف إزاء كثر من القضايا.

واضاف أن التجربة الحزبية خلال المرحلة الماضية كانت محدودة  وفي إطار أيديولوجي واحد ،وكثير من النخب التي كانت ترغب في ممارسة الحياة السياسية ولم تكن ترغب في الانخراط في التيارات الايدلوجية التي تتسم طبيعتها في العلاقة السلبية مع الدولة .

وبين الحوارات أن ما يجري من حديث أو إمكانيات لانخراط النخب في الحياه الحزبية،  فإن دورها لا يزال غير واضح بشكل مهم إذ لا يعرف حتى الآن هل ستكون شريكة في السلطة  أو أنها من يدير السلطة في المستقبل أم  أنها ستكون مجرد ديكور سياسي، رغم أن هذا الانطباع العام السائد.

وأضاف لا بد من دعم حكومي لفكرة انشاء الأحزاب ليس كدعم مادي بقدر ما هو دعم معنوي للتأكيد على دورها، وأنها شريك أساسي مستقبلاً في صنع الحياة السياسية ورسم ملامح الحياة البرلمانية التي ستنتهي بتشكيل الحكومات، وبغير ذلك فلن تقوم قائمة للأحزاب المختلفة.

 

أحزاب قوية... حياه سياسية قوية

وقال الكاتب الصحفي والنائب السابق نبيل غيشان، أن الحديث الملكي جاء بشكل عام للتأكيد على أنه لا يمكن أن تكون هناك حياة سياسية قوية بدون أحزاب قوية.

وأضاف في حديثه لصحيفة أخبار الأردن الإلكترونية،  أن الأحزاب السياسية أصبحت اليوم مهمة في حياة الناس والنخب لما ستشكله من دور في تقوية العملية السياسية والعلمية النيابية مستقبلاً.  

وأكد غيشان على أننا حتى اليوم لا نملك أحزاب قوية قادرة على جلب الناس إليها وإلى برامجها،  لذلك نلاحظ الاستمرار في توجه الصالونات السياسية باعتبارها لا تزال تستقطب النخب السياسية في أي مناسبة كانت، وذلك حتى تقوم الحياة الحزبية من خلال تشكيل الأحزاب السياسية.