المعاني يحذر من خطورة المؤشرات الوبائية في الأردن

حذر أخصائي الوبائيات الدكتور عبد الرحمن المعاني من أن الحالة الوبائية الحالية في الأردن تستدعي التحليل والدراسة والمراجعة.

وأضاف المعاني في حديثه لصحيفة "الرأي"، أن المتابع للمؤشرات الوبائية بالمملكة منذ الأسبوع (23) إلى الأسبوع الأخير (28) يلاحظ أن هناك ارتفاعا سواء في عدد الإصابات الأسبوعية لفيروس كورونا أو الفحوصات المخبرية (بي سي آر)، أو عدد الحالات النشطة، أو نسب الفحوصات الإيجابية التي ارتفعت مؤخرا من 3% إلى 14%، وبالتالي جميع هذه المعطيات تنذرنا بضرورة دراسة الوضع الوبائي لدينا وتحليله، تجنباً لحدوث أي انتكاسة وبائية مستقبلا.

وبين أنه عند مقارنة الأسبوع (27) مع الأسبوع الأخير (28)، نرى ارتفاعا واضحا بأعداد الإصابات تصل نسبته إلى 15%، كما أن هناك ارتفاعا في إدخالات المستشفيات والتي وصلت إلى 27 حالة، مشددا على أن هذه الأرقام ليست مقارنة مع موجات سابقة لكورونا، إنما مع أسابيع قليلة ماضية.

وأشار إلى أن كورونا متغير ومتطور، حتى أنه أصبح أكثر ذكاء في التهرب من الجهاز المناعي لدى الإنسان، بسبب قدرته الكبيرة على مراوغة الدفاعات التي يوفرها الجهاز المناعي بالجسم، ولذلك يجب دراسة نوع متحورات كورونا بالمملكة ومتابعتها بشكل مستمر، علما أن المنتشر والسائد لدينا هو المتحور أوميكرون ونسخته الخامسة (BA5) التي بدأت بالانتشار بشكل أكبر مؤخراً.

وفي ما يخص النسخة الخامسة من المتحور أوميكرون (BA5)، قال المعاني إن هذه النسخة أصبحت الأكثر انتشارا في دول العالم، حيث وصلت نسبتها إلى 56%، وتتميز بسرعة انتشارها الأكبر من النسخة الأصلية من أوميكرون من 4-6 مرات، إلا أنها مع ذلك أقل فتكا، ولا تؤدي لإدخالات كبيرة بالمستشفيات، كون أعراضها ليست شديدة وتختفي خلال يومين أو ثلاثة.

ولفت إلى أن الانتباه وتحليل الوضع الوبائي من قبل الجهات المعنية عن ملف كورونا، تكمن أهميته في وجود 35% من الفئة العمرية فوق 60 عاماً لم تتلق المطعوم للآن، ووجود فئات عمرية مختلفة تعاني من أمراض مزمنة ومناعية، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة المدخنين، إذ يعد الأردن من أوائل الدول التي فيها نسبة التدخين مرتفعة، وجميع هذه الفئات مناعتهم تكون أقل، وبالتالي أعراضهم متوقع أن تكون شديدة في حال إصابتهم بالفيروس.

وفي ما يتعلق بوضع التطعيم الحالي، أكد المعاني أن هناك تراجعا واضحا في تلقي مطعوم كورونا، فأعداد متلقي الجرعة الأولى في الأسبوع (28) بلغت 800 شخص، في حين كانت في الأسبوع (27) 1800، والجرعة الثانية في الأسبوع (28) تلقاها 600 شخص بينما كانت في الأسبوع (27) 2082، وأخيرا الجرعة المعززة تلقاها في الأسبوع (27) 1328 وتراجعت في الأسبوع (28) إلى 565، أي أن نسبة التطعيم انخفضت في الأسبوع الأخير بنسبة وصلت إلى 60% عن الأسبوع الذي سبقه.

ودعا المعاني الجهات المعنية والمختصة إلى دراسة وتحليل أسباب انخفاض نسبة التطعيم ضد كورونا لدينا، علما أن المؤشرات الوبائية في ارتفاع مستمر مؤخراً، كما نبه المواطنين إلى أهمية الحرص على صحتهم وأسرهم ومجتمعهم، من خلال الالتزام بارتداء الكمامة في الأماكن سيئة التهوية والمغلقة، والإقبال على تلقي المطاعيم.