لماذا بكت العقبة بعد رحيل بسمة أبو هليل؟

عم الحزن في محافظة العقبة بعد وفاة الحاجة بسمة أبو هليل، المعروفة بعميدة العمل القرآني والخيري في المدينة.

عاشت الراحلة حياتها في حي الشلالة، أقدم أحياء العقبة وأبسطها، يعرفها القاصي والداني باسم "الحجة" وكأنها الحاجة الوحيدة في الحي العتيق فلم يحج قبلها أحد ولا بعدها.

ووفق مقربون من الراحلة أبو هليل، فقد كانت أول امرأة أردنية تعمل معلمة في دولة الكويت، وعندما عادت وهبت نفسها لتعليم القرآن الكريم لأطفال العقبة وتتلمذ على يديها آلاف الطلبة.

وعلى قاعدة أن العمر مجرد رقم، ظلت تمسكت الراحلة بسمة أبو هليل بعزيمة الشباب، مؤمنة بأن العلم أقوى سلاح لإنشاء أجيال وفق مبادئ وتعاليم القرآن.

ووجدت "الحجة بسمة" ضالتها في تعليم القرآن، وتدريس الصفوف الأولية، وفتحت روضة تعليمها بالمجان، وكفلت أيتاما، وهذا جزء يسير من أعمال أشبعت بها شغفها بالعلم والتعليم.

عاشت "الحجة بسمة" 81 عاما، قضت منها حوالي 50 سنة في تنشئة الأجيال وتعليم أخلاق الإسلام والقرآن، واليوم عندما تشير إلى رجالات العقبة ونسائها تجد أغلبهم تتلمذوا على يديها بسنوات الدراسة الأولى.

هذا من جانب، ومن جانب آخر عُرفت "الحجة بسمة" بيديها البيضاء وعطائها اللامحدود، وفي هذا الصدد تقول إحدى صديقاتها: الغريب أن جميع البيوت لها باب واحد إلا بيتها له بوابتان تطلان على شارعين منفصلين فلا يعلم أولهما ماقدم الثاني للأسر المتعففة".

مشروع "الحجة بسمة" لن يتوقف بعد رحيلها، إذ أكد ذووها أنه سيتم تشييد وقف يموّل نفسه بنفسه لمدى الحياة، بهدف مواصلة برامج العمل الخيري والتعليمي والتوعوي التي عاشت عليها الراحلة.

في وصف جنازة الراحلة، قالت الإدارية في ‎جمعية العقبة الخيرية الاسلامية، منى مهاوش: "جموع المودعين اليوم لفقيدتنا الكبيرة بين دارسة درست على يدها العلم الشرعي وحافظة حفظت على يدها القرآن ومساكين كانت ترأف بهم وتتفقدهم.

وفي الجنازة رجال شابت لحاهم درستهم في الصفوف الثلاثة الاولى 
وهكذا.. مسيرة من نور يا أماه 
فيا أصحاب المناصب والمعالي والكراسي 
موعدنا الجنائز  
يوم تبكي الارض دعاة الخير 
يوم تشهد ألسنة الخلق لأصحاب الفضل 
يوم تفتقد منابر التحفيظ فرسانها 
ألا والله لمثل هذا فليعمل العاملون".