متى تصبح السياحة الداخلية وجهة الأردنيين؟
يغرق المتابع لملف السياحة في الأردن، بـ"الأمنيات والطموحات الحكومية" التي تكبر عاما بعد عام ومع تصريحات كل وزير جديد للسياحة، إلا أن ذلك كله يبقى أقرب إلى الأحلام منه إلى الواقع.
وليس أدل على ذلك، مما كشفته عطلة عيد الأضحى المبارك، من أن وجهة الأردنيين كانت تركيا بالدرجة الأولى وتحديدا (إسطنبول وأنتاليا وطرابزون)، ومن ثم شرم الشيخ وطابا في مصر، بينما بقيت السياحة الداخلية أسيرة أرقام خجولة ودون الطموحات، وإن حاول الموقف الرسمي إبداء عكس ذلك.
جهود وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة، تراوح مكانها بهذا الخصوص وترتكز بشكل أساسي على برنامج "أردننا جنة"، إذ تسعى لإعطاء انطباع أن البرنامج حقق اختراقا كبيرا في ملف السياحة الداخلية، رغم أن الملاحظات والانتقادات حوله لها بداية ولا نهاية لها.
فلا بنى تحتية لائقة في الأماكن السياحية، ولا أسعار مناسبة لغالبية الأسر الأردنية، ولا فعاليات محفزة، وهو ما ينفر أيضا السياح من خارج المملكة.
لعل المطلوب هو التفكير بشكل حقيقي خارج الصندوق، والعمل على تأهيل الأماكن السياحية وتأمينها بمختلف الخدمات التي يحتاجها الزائر أو السائح، بعيدا عن الاستعراض البعيد عن الواقع، والذي لا يغير في واقع الحال، سوى إلى الأسوأ.