الشوبكي يزف بشرى للأردنيين.. ويوجه رسالة للحكومة
قال الباحث الاقتصادي المتخصص في شؤون الطاقة عامر الشوبكي إن العرب يسيطرون على ربع إنتاج النفط في العالم، وأكثر من 40% من صادراته، 16.5% منها من السعودية، فيما تسيطر قطر على 22% من صادرات الغاز المسال العالمية، والجزائر 4% عدا غاز الأنابيب.
وأوضح الشوبكي في منشور عبر صفحته على منصة "فيسبوك"، اليوم السبت، أن الردع النووي يحد من احتمال الصدام العسكري بين الولايات المتحدة وأوروبا من جهة وروسيا أو الصين من جهة أخرى.
وأضاف: الواضح اليوم أن الحرب الاقتصادية العالمية الأولى قد بدأت بالفعل، والمعادلة الصعبة في إعادة رسم التحالفات الاقتصادية والقوى العالمية على أساس سياسي يكمن في الطاقة، ومن يملك الغاز والنفط الآن يسيطر على العالم، من جهة، الطاقة هي مصدر دخل روسيا الرئيسي، ومن جهة أخرى هي محرك اقتصاد الصين وأوروبا.
وتابع: ارتفاع أسعار الطاقة يهدد بقاء الحكومات الديمقراطية سواء في أوروبا أو في الولايات المتحدة، والواقع أن أوروبا اتخذت قرارها الاستراتيجي في الابتعاد دون رجعة عن الطاقة الروسية، وأوروبا والصين وكوريا الجنوبية واليابان والهند متعطشون للطاقة ويتنافسون للحصول عليها.
وأشار الشوبكي إلى أن الولايات المتحدة تحاول في خضم هذه المرحلة التاريخية الدقيقة، جمع الخيوط بيدها لإنهاك اعدائها وضمان استمرارها كقطب أوحد، وزيارة بايدن إلى المنطقة تصب في هذا المضمار.
وبين أن الخيوط التي يبحث عنها بايدن يملك العرب معظمها ولديهم الفرصة في حسن التصرف ومراعاة مصالحهم، عبر توحيد جهودهم ومطالبهم وفرض شروطهم على الساحة الدولية، وأقل المطلوب الآن توحيد كلمة الدول العربية المصدرة للنفط والغاز، وقد تكون فرصة العرب الأخيرة لأن العالم المتقدم لا محال سينهي حاجته من الطاقة الأحفورية مع نهاية القرن الحالي إن لم يكن في منتصفه أو قبل ذلك.
وأضاف: يكفي الدول العربية منذ استقلالها في القرن الماضي وهي تكافح فرادى لتضع أقدامها بين الأمم، والنتيجة معاناة تصل إلى الفشل الذريع في لبنان وتونس وسوريا واليمن والسودان وليبيا والعراق، وجميع العرب يستوردون معظم حاجتهم من الغذاء والسلاح والصناعة والتكنولوجيا، بخلاف الولايات المتحدة وأوروبا أو المستأسدون الجدد الصين وروسيا.
وختم الخبير في شؤون الطاقة منشوره بقوله: أخيراً لنعلم أن تاريخ تعامل الولايات المتحدة مع العرب غير منصف، واستراتيجياً الإدارات الأميركية المتعاقبة لم تكن جزءاً من الحل في المنطقة العربية، بقدر ما هي جزء من المشكلة، تمثل بدعم احتلال فلسطين، والسعي لميل كفة ميزان القوة لصالح "إسرائيل"، ومن الغفلة الاعتقاد أن روسيا أو الصين تبتعد كثيراً عن المنطق الأميركي إذا لم تكن أسوأ، فالمصالح تحكم الجميع بحجم التأثير، والمصلحة العربية إذا أردناها كاملة ومنتجة ومستدامة يجب أن تكون موحدة.