طبيب يوضح حول ارتفاع حالات كورونا

 أوضح استشاري تشخيص الأمراض النسيجية والسريرية الدكتور حسام ابو فرسخ، حول الارتفاعات المسجلة في اعداد حالات كورونا في الأردن ومختلف دول العالم، أن فيروس كورونا يتجه للضعف في كل مرة من سلالة إلى أخرى، ولكنه يتميز بزيادة فى الانتشار من سلالة الى أخرى، فمثلا BA4 , BA5 ينتشرون بزيادة 12% عن أومكرون BA2 ، ولكنه ليس لكل هذه السلالات أي قوة أكثر من أومكرون الأصلي.

 

وأضاف في منشور له عبر منصة فيسبوك: أنه" وعلى الرغم من الزيادة فى عدد الحالات إلا أنه لوحظ تقريبا عدم الزيادة فى عدد الوفيات فى معظم البلدان، وزيادة بسيطة فى عدد الادخالات والتي فى معظم الدول كانت بين الربع الى العشر مما كانت عليه فى موجة أومكرون فى بداية السنة".

 

وكانت المملكة قد سجلت 1329 إصابة خلال هذا الأسبوع، مقارنة بـ 881 إصابة للأسبوع الماضي، في نفس الوقت انخفضت نسبة الفحوصات الإيجابية من 6.71% الأسبوع الماضي إلى 5.9% خلال هذا الأسبوع.

 

وتاليا منشور أبو فرسخ:

 

تشهد الاردن وبعض دول العالم ارتفاعا بسيطا ولكنه مهما فى حالات الاصابة بالكرونا. حيث زادت الحالات فى بريطانيا مثلا الى 22 ألف حالة (ولكنها أقل بكثير وربما عشر مما وصلت اليه فى بداية السنة نتيجة أومكرون). وينطبق الحال على معظم دول العالم. فمثلا فى جنوب افريقيا حيث هى موطأ أوميكرون الأصلى وأمكرون BA2, BA4, BA كانت الزيادة هى أقل من الربع من الموجة التى جاءتها من أومكرون الأصلى فى نهاية 2021. ومكثت الموجة الأخيرة فى أقصى حدودها الى شهر ونصف.

 

فى دول كثيرة لم تتأثر بوجود السلالات المنبثقة عن أومكرون ومنها الهند وكثير من دول آسيا وأفريقيا.

 

وعلى الرغم من الزيادة فى عدد الحالات الا أنه لوحظ تقريبا عدم الزيادة فى عدد الوفيات فى معظم البلدان وزيادة بسيطة فى عدد الادخالات والتى فى معظم الدول كانت بين الربع الى العشر مما كانت عليه فى موجة أومكرون فى بداية السنة.

مما سبق يتضح أن فيروس كرونا يتجه للضعف كل مرة من سلالة الى أخرى. ولكنه يتميز بزيادة فى الانتشار من سلالة الى أخرى. فمثلا BA4 , BA5 ينتشرون بزيادة 12% عن أومكرون BA2 ولكنه ليس لهم اى قوة أكثر من أومكرون الأصلى.

 

بعض الدول دعت رعاياها الى لبس الكمامات (اختباريا) ومعظمها لم يرع بالا الى ذلك بتاتا.

 

هذه الزيادة التى حدثت فى الأردن متوقع لها أن تقل مع نهاية شهر يوليو وترجع الى أدنى مستوياتها.

 

ولكن هل سيختفى كرونا نهائيا من العالم؟ هذا السؤال ممكن الاجابة عليه بطريقتين. الأولى أن كرونا الوباء المخيف القاتل هو انتهى فعلا. أما كرونا الفيروس فهو موجود معنا وسيبقى ربما الى الأبد وسيزيد ويقل من فترة الى أخرى ولكن لن يصل الى مستوى الوباء السابق ولا حتى قريبا منه. فما يهمنها من أى فيروس هو مدى قدرته على الفتك فى الانسان وعلى قدرته على الانتشار وجعل الناس يدخلون المستشفيات. فيبدو بالدليل القاطع الان أن كرونا الفتاك الذى تسبب فى وفاة أكثر من ستة مليون شخص فى العالم فقد كثيرا من قدرته ولن يعود (كما متوقع من تصرفه خلال أكثر من سنتين) الى سابق عهده. ولكن قد يصيب الناس بمرض كما هى حال الفيروسات الأخرى التى تأتى الى الانسان. كما أن النقطة المهمة فى الكرونا أنه ليس له علاقة بالشتاء. فليس موسم الشتاء كما يشاع هو الموسم الذى يكثر فيه. فهذا الفيروس ليس من الفيروسات الشتوية كما يروج البعض له ولكن تخالط الناس مع بعضهم (خاصة فى فصل الصيف) هو الموسم المفضل له.

 

هل ننصح بأخذ أى جرعات لقاح أخرى فى الوقت الحاضر؟

 

كما أننا لا نروج للقاحات للزكام ولباقى الفيروسات الأخرى فى الوقت الحاضر (باستثناء الانفلونزا) لأخذ جرعات فاننى لا أرى فى الوقت الحاضر أننا مضطرون لأخذ جرعات معززة أخرى من الكرونا (على عكس ما يروج له من كثير من الناس).

 

كما أننى أدعو الى عدم عمل فحوصات روتينية للكرونا الا لادخالات المستشفيات لمن يشك أنه مصاب (وهم قلة قليلة) حفاظا على النفسية العامة للناس والسياحة فى الصيف.

 

فى الخلاصة: الكرونا ضعف كثيرا وكثيرا جدا منذ ظهور أومكرون. والوفيات بقيت فى أدنى مستوياتها. لا أرى أن الوباء الان يشكل خطر على الانسانية مع كل تطوراته. ويجب ألا يعطى أكثر من حجمه حتى من المتشائمين فى العالم.