توقعات أسعار النفط في الأشهر المقبلة
قال الباحث الاقتصادي المتخصص في شؤون النفط والطاقة عامر الشوبكي إن أسعار النفط تسجل اليوم مع نهاية شهر حزيران (يونيو) الماضي، أول انخفاض وخسارة، بمتوسط السعر الشهري منذ تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وقد بلغ متوسط سعر خام برنت لشهر حزيران 116.86 دولار للبرميل، ومتوسط سع خام غرب تكساس 113.87 دولار للبرميل.
وأضاف الشوبكي في منشور عبر صفحته على منصة "فيسبوك" مساء اليوم الجمعة، "ارتفعت أسعار النفط في النصف الأول من العام الحالي 2022 بنسبة 50% عن متوسط العام الماضي 2021، مع العقوبات لمواجهة حرب روسيا على أوكرانيا، واقترب سعر برنت من أعلى سعر تاريخي للنفط والمسجل قبل 14 عاماً، عندما لامس في مارس 139 دولارا للبرميل قبل أن ينخفض بعدها ليتذبذب معظم الوقت بين 110 و120 دولارا للبرميل".
وتابع: "تكافح الولايات المتحدة لتخفيض أسعار النفط التي تعزز معدلات التضخم وتثير السخط وتلهب الشارع، بينما تتشدد أوروبا ودول أخرى في خيار الابتعاد عن الطاقة من روسيا للحد من إيراداتها ووقف غذاء آلتها العسكرية، وقد أصدرت الولايات المتحدة سحبا تاريخيا من مخزونها الاستراتيجي بلغ 180 مليون برميل و60 مليون برميل من أعضاء وكالة الطاقة الدولية، إلا أن هذا لم يكن كافياً لمعالجة الخلل الهيكلي في سوق النفط بسبب نقص الاستثمارات وعجز بلغ مؤخراً 2.7 مليون برميل يوميا من إنتاج دول أوبك وروسيا التي انخفض إنتاجها بقرابة 1.5 مليون برميل مرشح للانخفاض أكثر".
وأشار الخبير في شؤون النفط والطاقة إلى أنه "من المرجح أن ترتفع أسعار النفط أو تبقى فوق 100 دولار للبرميل، مع محدودية الطاقة الإنتاجية للعالم، وانحسار طاقة المصافي على التكرير، ونمو الطلب بقدر أكبر من نمو المعروض، وقوة قاهرة تعلق الإنتاج في ليبيا والأكوادور وموسم الأعاصير في خليج المكسيك، إذا لا بد من حلول أكثر استدامة أهمها وقف الحرب على الوقود الأحفوري وتبني سياسات متوازنة تعتمد خليط من الطاقة المتجددة والهيدروكربونات".
وأضاف: "إلا أن عوامل كبح الأسعار متوفرة مع توقع الانكماش الاقتصادي لدول عديدة والسياسات النقدية التي يتبعها الاحتياطي الأمريكي، ومع تضافر عدة محاور منها زيارة الرئيس بايدن للسعودية واجتماعه مع دول مجلس التعاون الخليجي والذي قد ينتج عنه الإفراج عن كل أو بعض الاحتياطي الإنتاجي الوحيد المتبقي لدى السعودية والإمارات والبالغ 2 مليون برميل يومياً، خاصة وأن روسيا تبيع النفط بخصم 30% و قد أوجدت سوق سوداء للنفط وحرب سعرية غير معلنة تضر بمصالح النفط العربي وموجه لصالح أهم زبائنهم الصين والهند".
وقال: "كذلك لا يزال من الممكن التوصل إلى اتفاق مع إيران رغم انتهاء الجولة الأولى من المباحثات التي ترعاها الدوحة، لحاجة إيران الاقتصادية الملحة وحاجة العالم للنفط والغاز الإيراني، من جهة أخرى بات قريباً عودة النفط الفنزويلي إلى الأسواق مع تنامي التواصل الأمريكي، كما وتكافح الولايات المتحدة لتعزيز إنتاجها الداخلي من النفط والأعمال جارية على إنتاج النفط في مناطق عديدة في العالم منها بحر الشمال الأوروبي".
وختم الشوبكي منشوره بقوله: "في النهاية العالم يتغير ويشهد مرحلة مخاض صعبة تحتاج أدوات مختلفة وخاصة، للخروج بأقل الخسائر، خاصة وأن الأزمة مستمرة في سلاسل الإمداد وتشعل أسعار الطاقة والغذاء، والبنوك المركزية خياراتها محدودة في كبح معدلات التضخم، والمتأثرون معظم سكان العالم بدرجات مختلفة والأكثر تأثرا بمتوسط دخل فرد أقل من 5000 دولار سنوياً لنشمل معظم دول أفريقيا و16 دولة عربية".