الحكومة: ندعم مشاركة المواطنين في صنع القرار
قال نائب رئيس الوزراء وزير الإدارة المحلية، ووزير الشؤون السياسية والبرلمانية المُكلف توفيق كريشان، اليوم الأربعاء، إن اللامركزية رؤية ملكية هدفها توسيع مشاركة المواطنين في عملية صنع القرار التنموي في محافظاتهم.
وبين كريشان، خلاله افتتاحه ورشة العمل الوطنية بعنوان "نحو علاقة تشاركية بين السلطات المحلية والشباب والمجتمعات المحلية"، أن الشراكة الحقيقية بين المؤسسات الرسمية والمجالس المنتخبة والشباب في مجتمعاتهم المحلية تعد أمراً جوهرياً لأجل نجاح خطط التنمية المحلية وتحسين الخدمات وتوزيع مكتسبات التنمية بعدالة.
وتأتي الورشة ضمن أعمال مشروع "جسور" وبمشاركة عدد من أمناء عامي الوزارات وممثلين عن السلطات المحلية في المحافظات المستهدفة في المشروع، إضافة إلى مجموعة من الشابات والشباب من هذه المحافظات، وبتنظيم من قبل وزارة الشؤون السياسية والبرلمانية بالشراكة مع مركز الثريا وبالتعاون مع منظمة البحث عن أرضية مشتركة.
وأضاف كريشان، أن اللامركزية رؤية ملكية هدفها توسيع مشاركة المواطنين في عملية صنع القرار التنموي في محافظاتهم، إذ إن الشراكة الحقيقية بين المؤسسات الرسمية والمجالس المنتخبة والشباب في مجتمعاتهم المحلية تعد أمراً جوهرياً لأجل نجاح خطط التنمية المحلية وتحسين الخدمات وتوزيع مكتسبات التنمية بعدالة.
وأكد أن الحكومة سواء كانت وزارة الإدارة المحلية أم وزارة الشؤون السياسية والبرلمانية تدعم وتتشارك مع مؤسسات المجتمع المدني كافة في العمل على تعزيز مشاركة المواطنين في عملية صنع القرار داخل مجتمعاتهم تنفيذاً للرؤية الملكية السامية ومخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية.
وشدد على ضرورة بذل الجهود كافة لأجل التعاون في تقديم أفضل الخدمات للمواطنين، وإشراك جميع فئات المجتمع في عملية التنمية، خصوصا فئة الشباب الذين يشكلون قوة التطوير والتحديث المطلوب الذي تسعى إليه مؤسسات الدولة الأردنية كافة، داعياً الشابات والشباب المشاركين في هذا المشروع إلى المبادرة والمساهمة في بناء الوطن من خلال انخراطهم الفعال في الحياة السياسية وتنمية مجتمعاتهم المحلية من خلال مبادرات تنموية من شأنها تحقيق مستقبل أفضل للأجيال القادمة كافة.
وأضاف أن قانون الإدارة المحلية الحالي عمل على ترسيخ اللامنهجية والإدارة المحلية، مؤكداً أهمية إيجاد مشاريع استثمارية تنموية في المحافظات، تعمل على تطوير وتعزيز عملية التنمية المحلية والاقتصادية، وتوفر فرصا استثمارية وفرص عمل لهم في محافظاتهم بدلاً من الهجرة إلى العاصمة وتساهم في تحقيق الهدف الرئيسي من الرؤية الملكية لعملية اللامركزية.
واستمع كريشان إلى ملاحظات المشاركات والمشاركين حول آليات الالتزام بتنفيذ مخرجات اللجنة الملكية من خلال مواقعهم في مؤسسات الدولة المختلفة كلٌ وفق اختصاصه، مؤكدا ضرورة تقديم كافة التسهيلات اللازمة لضباط الارتباط المعنيين بمتابعة المخرجات في كافة الوزارات ومؤسسات الدولة وإيجاد آليات للحوار الوطني بين الشباب والسلطات المحلية، واعتبار ذلك أولوية عمل لديهم وإعطائها أقصى درجات الاهتمام.
ولفت مدير مركز الثريا للدراسات الدكتور محمد الجريبيع إلى أن الإدارة المحلية هي شكل من أشكال التنظيم المحلي المجتمعي، بهدف خلق التوازن التنموي بين كافة المناطق داخل المجتمعات من خلال إعطاء الوحدات المحلية الصلاحيات في تطوير مناطقها اقتصاديا واجتماعيا وخدماتيا.
وأعرب عن أمله بالخروج من هذه الورشة بخطة عمل تشاركية تكاملية تؤسس لعلاقة تنموية بين الشباب والسلطات المحلية تكون حاضنة للنجاح والإنجاز، ذلك لتحقيق أهداف المشروع المتمثلة بتعزيز النهج التشاركي التي ترتكز على مشاركة الشباب في الإدارة المحلية وبناء جسور التعاون بين السلطات المحلية والشباب والمجتمعات المحلية.
وأشار الجريبيع إلى وجود العديد من التغيرات والتحولات المجتمعية والاقتصادية والسياسية التي أثرت على المجتمع الأردني، ومن واجب مؤسسات المجتمع المدني المساهمة والشراكة مع الجهات الحكومية في التغيير نحو الأفضل، مؤكداً أن خطابات جلالة الملك تشير إلى أهمية تفعيل دور الشباب الأردني وقد تمثل ذلك بمخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية.
من جهتها، عبرت مديرة مؤسسة البحث عن أرضية مشتركة في المملكة آية أبو ستة عن الفخر بدخول الدولة الأردنية في المئوية الثانية بالعديد من الإنجازات، وبخاصة في الإنجازات المتعلقة بالشباب، لافتة إلى أنهم في المؤسسة يسعون لتحقيق الأفضل من خلال المساهمة في رفع كفاءة الشباب والمجتمعات المحلية من خلال البرامج التي يقدمونها إيماناً منهم بالدور التشاركي الذي يقع على عاتق مؤسسات المجتمع المدني.
وأشارت أبو ستة إلى التنوع الموجود في انطلاق المرحلة الثانية من مشروع جسور، حيث عملت المرحلة الأولى من المشروع على تمكين وتدريب ما يقارب 200 شاب وشابة من 7 محافظات.
وأعربت عن أملها بتحقيق نهج اللامركزية في الأردن من خلال مشروع جسور والعمل مع المجالس المنتخبة والسلطات المحلية والشباب وأنشطة المشروع التي ترتكز بشكل أساسي على تفعيل دور الشباب والمجتمعات وإدماجهم بشكل فعلي في الحياة العامة.
وعرض مجموعة من الشباب تجاربهم في المرحلة الأولى من مشروع جسور أمام الحضور.
كما ستعقد ورشة العمل هذه لمدة يومين للمشاركين من الوزارات المعنية وهي: (الشؤون السياسية والبرلمانية، الإدارة المحلية، التربية والتعليم، الشباب، السياحة والآثار، الداخلية، الثقافة، الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، الاقتصاد الرقمي والريادة، وزارة التنمية الإجتماعية)، إضافة إلى مشاركة الحكام الإداريين في المحافظات المستهدفة وممثلين عن الشابات والشباب المشاركين في المشروع.
وينفذ مشروع جسور في خمس محافظات هي: (العاصمة عمان، الزرقاء، إربد، مأدبا، الطفيلة) بمشاركة شابات وشباب ضمن الفئة العمرية من (18- 30) سنة، وصناع القرار على المستوى الوطني وممثلين عن السلطات المحلية في المحافظات المستهدفة، بهدف بناء جسور بين السلطات المحلية والشباب والمجتمعات المستهدفة لتعزيز مشاركة الشباب في الإدارة المحلية في المجتمع الأردني وتزويد السلطات المحلية والشباب بالمهارات والكفاءات اللازمة للمشاركة الفعالة والبناءة والشاملة لدمج المجتمعات المستهدفة في الإدارة المحلية من خلال النهج التشاركي والتواصل الإستراتيجي لتلبية متطلبات الإدارة المحلية في المجتمعات المحلية. (بترا)