أنواع الأكزيما وأعراضها وطرق علاجها
تعدُّ الأكزيما من أكثرِ الأمور الشائعة إزعاجًا للناس، فلا يحبُّ أحدٌ أن يرى بشرتَه هكذا، فدائمًا ما يسأل الناس عن مشكلتهم، أو يسألون السؤال المشهور: "ما هو علاج الأكزيما؟" لكن ما لا يدركه كثيرٌ من الناس أنّ للأكزيما أنواعًا مختلفة. فإليكم مختصرًا يُثري معرفتكم بهذه الأنواع، معرفةً يحتاجها أكثر الناس:
●ما هي الأكزيما؟
هي حالةٌ مَرضيةٌ تجعل البشرةَ ملتهبةً أو متهيجة، تتضمّن أنواعًا متعددة أكثرها شيوعاً هو التهاب الجلد التأتبي، وللأسف لا يوجد علاجٌ نهائيٌّ لها، لكن من الممكن تخفيف الأعراض عن طريق بعض الأدوية وتجنّب المهيّجات.
● لمَ يصاب البعضُ بالأكزيما؟
السبب غيرُ معروفٍ بالضبط، لكن من المحتمل أن تكون ناتجةً عن مجموعةٍ من الأسباب منها:
• أسبابٌ وراثية: حيث يُعتبَر وجود أقارب مصابين بالأكزيما أو الربو أو الحساسية الموسمية أهم عوامل خطورة الإصابة.
• خللٌ في الجهاز المناعي.
• البيئةُ المحيطة؛ حيثُ وُجد أنّ الأطفال يكونون أكثر عرضةً للإصابة بالأكزيما إذا كانوا ينتمون إلى طبقاتٍ اجتماعيةٍ أعلى، أو يعيشون في مناطق حَضَرية ذات مستوياتٍ أعلى من التلوث، أو يعيشون في مناخاتٍ أكثر برودة.
• اضطراباتُ الغدد الصماء مثل أمراض الغدة الدرقية.
• عمرُ الأم عند إنجاب الطفل: ليس من الواضح لِمَ، لكن من الملاحظ أنّ الأطفال المولودين لنساءٍ أكبر سنًا هم أكثر عرضةً للإصابة بالأكزيما.
ما الذي يسبّب ظهور الأكزيما؟
توجدُ بعض المواد أو الحالات تثير الأكزيما (هي ليست سبباً في حصولها ولكنها تثير ظهورها أو تزيدها سوءًا) وهي:
أ- مهيّجات الجلد ومنها: الصوف، الألياف الصناعية، الصابون والمنظفات، العطر، مستحضرات التجميل، الغبار والرمل، الكلور، دخان السجائر.
ب- الإصابة بعدوى أو حساسية.
● ما هي أنواع الاكزيما؟
للأكزيما أنواعٌ عديدة نذكر منها:
* التهاب الجلد التأتبي Atopic dermatitis: وهو أشيعها، لذا نشرنا عنه مقالًا كاملًا منفصلًا، تجدون رابطه في التعليقات.
* التهاب الجلد التماسي contact dermatitis:
هذا النوع من الأكزيما هو تهيّج أو ردُّ فعلٍ تحسسي لشيءٍ يلامس الجلد، وخاصّة اليدين أو الوجه.
فقد ينتج عن ملامسة مادةٍ مهيّجةٍ قويةٍ للجلد لمرةٍ واحدة أو بشكلٍ متكرر (التهاب الجلد التماسي التهيجي)
أو عن مادةٍ مسبّبة للحساسية كمعدن النيكل، أو مستحضرات التجميل، أو اللبلاب السام (التهاب الجلد التماسي التحسسي).
كما تكون الأيدي هي الأكثر عرضةً للإصابة بالتهاب الجلد التماسي.
أما عن أعراض التهاب الجلد التماسي فتتضمّن حكةً شديدةً يتبعها ظهور طفحٍ جلدي، وشعور بألم ووخز، وظهور بثور ترشح بسائل وتتقشر.
العلاج:
يتضمن: مرطبات البشرة moisturizers والكورتيكوستيروئيدات (الموضعية أو الجهازية) والمضادات الحيوية في حال حدوث إنتان.
وطبعًا أهم نقطة: تجنب المادة المهيجة أو المحسسة وإذا استدعى الأمر للتعامل معها فيجب ارتداء القفازات.
* أكزيما خلل التعرق Dyshidrotic dermatitis:
وتسمى أيضاً الأكزيما الحويصلية، تصيب اليدين والقدمين.
كان يعتقد ارتباطها بخللٍ في الغدد العرقية لكن تم دحض هذه النظرية، ومع ذلك فإنّ فرط التعرق عاملٌ يفاقم هذه الحالة لدى 40% من المرضى.
قد تثيرُ بعض العوامل الخارجية ظهور الأكزيما كالتلامس مع معادن كالنيكل أو الكوبالت، والشدة النفسية، والجو الرطب.
من أكثر العلامات المميزة لهذا النوع من الأكزيما هو البثور الصغيرة الحاكّة، والتي تظهر بشكلٍ مفاجئ على راحتي اليد وباطن القدمين وعلى الأصابع (عادةً تختفي في غضون أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع).
ومن أعراضها أيضاً احمرار الجلد وتشقّقه، تعرّق الجلد حول البثور، كما تزداد سماكة الأظافر ويتغير لونها.
في الحالات الشديدة قد يواجه المريض صعوبةً في القيام ببعض الأنشطة البسيطة مثل الكتابة وغسل الأطباق والمشي.
وللأسف حوالي نصف المصابين بأكزيما خلل التعرق يصابون بأنواع أخرى من الأكزيما كالتهاب الجلد التأتبي والتماسي.
-كيف تتم معالجتها؟
قد يصف الطبيب الستيرويدات القشرية موضعيًا (كريم أو مرهم) للتخفيف من التورّم والبثور، وفي الحالات الشديدة قد يتم إعطاء الستيرويد جهازياً (أقراص).
وتعطى مضادات الهيستامين مثل "لوراتادين" لتخفيف الحكة، والمرطبات ثخينة القوام.
قد يتم اللجوء لعلاجاتٍ أخرى -في حال فشل العلاجات السابقة- مثل:
العلاج الضوئي (بالأشعة فوق البنفسجية).
ذيفان البوتولينيوم (حقن بوتوكس) لتخفيف التعرّق الذي يحفز ظهور البثور.
الأدوية المثبطة للمناعة مثل مرهم "تاكروليموس".
4. التهاب الجلد الدرهمي Nummular dermatitis
اسمٌ غريب! ستعرف سبب التسمية بعد قليل.
يصاب به الرجال أكثر من النساء عادةً،
حيث تتشكّل بقع حمراء على شكل عملة معدنية (هذا سبب الاسم) تظهر على الأرجل، ظهر اليدين، الساعدين، أسفل الظهر، الورك.
العلاج : كما في سابق الأنواع
علاجات لتخفيف الأعراض.
5. التهاب الجلد العصبي Neurodermatitis:
كما يسمى بالحزاز البسيط المزمن، ليس من المعروف ما سببه بالضبط، ولكن الضغط النفسي والتوتر، والثياب الضيقة والمهيجة للجلد قد تحفز حدوثه. لذا انتبهوا لحالتكم النفسية في هذا العالم الجميل.
عادة ما تظهر بقعة أو بقعتان في مكان معين من الجسم، عادة تظهر على الظهر، جانبي العنق وخلفه، فروة الرأس، حول المناطق التناسلية، الكاحلين، المعصمين، خلف الأذن وداخلها.
ومن أعراض هذه الأكزيما:
حكة شديدة (تزداد عند التوتر أو في أثناء النوم)، وتزداد الحالة سوءاً عند حكها.
تبدو البقع متقشرة وسميكة.
قد تكون البقع أكثر احمراراً أو أغمق من الجلد قليلاً.
6. التهاب الجلد الدهني Seborrheic Dermatitis:
يعرف هذا النوع من الأكزيما بقشرة الرأس dandruff.
يظهر عند الرضع والأطفال في فروة الرأس، وعند البالغين عادة ما يظهر في الحاجبين، جانبي الأنف، خلف الأذن، وسط الصدر، والمنطقة الإربية.
الأسباب:
قد ينتج بسبب فرط نمو أحد أنواع الفطور التي تعيش بصورة طبيعية في هذه المناطق من الجسم، بالإضافة إلى فرط نمو الخلايا وتقشرها السريع في فروة الرأس.
العلاج
سائل الاستحمام (شامبو) يحتوي على ساليسيليك أسيد أو كبريتيد السيلينيوم أو قطران الفحم أو بريثيون الزنك،
مضادات فطرية موضعية،
ستيرويدات موضعية.
7. التهاب الجلد الركودي Stasis dermatitis
يحدث هذا النوع من الأكزيما عند الأشخاص الذين تكون أوردة الساقين لديهم لا تعيد الدم إلى القلب كما ينبغي.
الأعراض
تورم وإحساس بعدم الراحة في الساقين أو عند الكاحل، والتي تسوء خلال النهار وتتحسن ليلاً عند النوم،
جفاف وتغير لون الجلد،
حكة قد تتطور وتؤدي لأن يصبح الجلد أغمق وخشن ومتقشر من ربلة الساق إلى القدم، وحدوث حكة شديدة وألم، وقد تظهر قروح (قابلة لأن تنزف بسهولة).
من المهم لك معرفة الحالات التي تؤهب وتزيد احتمال الإصابة بهذا النوع من الأكزيما:
ارتفاع الضغط الدموي،
البدانة،
أمراض القلب،
الفشل الكلوي،
الإصابة بخثرات خصوصاً في الساقين،
الحمل المتكرر،
الجلوس أو الوقوف لفترة طويلة.
ماذا عن علاجها؟
ستيروئيدات الموضعية،
كريمات مرطبة،
صادات حيوية في حال حدوث خراج،
رفع الساقين،
الجوارب الضاغطة،
تجنب الجلوس أو الوقوف لفترة طويلة.
يمكن أن يلجأ الطبيب إلى الجراحة لإصلاح الأوردة.
ختاماً، في حال كنت تعاني من الأكزيما إليك بعض النصائح:
حاول أن تتجنب الضغط النفسي
استخدم الكريمات المرطبة يومياً
تجنب المواد المهيجة كالمنظفات
اختر الملابس القطنية
استخدم الماء الدافئ عند الاستحمام لأن الماء الساخن يسبب جفاف الجلد.