في ذكرى الجلوس الملكي 23

عدي عفيفي 

ثلاثُ وعشرون عام من الانجازات والتنمية التي مرت بها الأردن منذ تولي جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية، والتي كانت بمثابة نهر من العطاء لبلد شحيح بالموارد، عظيم بأهله وقيادته الحكيمة، التي تعتبرُ أبناء شعبها هُم العائلة.

لم تكن قيادة للهاشميين فقط، بل بيعه مستمرة وتاريخ من المجد، لحكم بداية من الأشراف والأسياد من آل النبي (ص) وصولاً لجلالة الملك عبدالله الثاني الذي نذر نفسه لخدمة شعبة وأمته منذ توليه سلطاته الدستورية، مقدماً كل الجهود لتحقيق آمال الأردنيين وتطلعاتهم، مولياً عنايتهُ لقطاعات التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية، لإرساء دعائم التنمية الشاملة في جميع المجالات.

هذا الأردن الشامخ بأهله وقيادته لا يزال يدهش الآخرين رغم كل ما أحاط به من الظروف الداخلية والإقليمية بالإضافة لقلة موارده، متجاوزاً كل الصعاب والاختبارات، بدءاً من سقوط العراق وما خلفه على العالم من ارتفاع  بسعر النفط، الى خسارة البورصة الدولية.. إلى ما سميه بالربيع العربي وبعدها ظهور الإرهاب بأشكاله المختلفة والحروب الأهلية التي طالة اغلب الدول الشقيقة، ليكن الأردن بلد الإنسانية لإخوانه من العرب والقلب الحنون على المهجرين، مقدماً كل ما استطاع عليه من العطاء، لينهض من جديد لمواجهة خطر فيروس كورونا الذي اجتاح العالم بأكمله مخلفاً ملايين الموتى.

رغم كل ذلك تجد الأردن سباقاً بكفاءته وتميزه مقدماً يد العون لأهلة وأشقاه من العرب والدول الشقيقة ليكون عنوان في القيادة وإدارة الأزمات برؤيا ثابتة وقيادة هاشمية حكيمة.

كيف لا يكون ذلك بالأردن وفيه جلالة الملك بلسانه الدافئ الذي ينطق حُب وسلاماً في محافل العالم    وهو المعلم الأول وقائد الجيش ورفيق السلاح وحامي المسيرة ووصي الأمة على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف.

همه الأكبر مكانة القدس ورفضه للوطن البديل أو التوطين، مقدماً تاريخ الأردن المتجذر بالتضحيات اتجاه القدس الشريف الذي احتضن العديد من الشهداء؛ ومنهم جدة الملك المؤسس عندما أستشهد أمام المسجد الأقصى مقدماً روحه وحياته على ثرى الأقصى. 
قدوة للخلق الهاشمي ونهرٌ من العطاء يتجلى براعي المسيرة وحادي الركب جلالة الملك عبدالله الثاني، ابن الحسين الباني الذي خلفا لنا ذكراً طيباً وقائداً شجاعاً، همه هم كل أردني حر، غيور على أهلة وحامي لوطنه، متسلح بمعنويات شعبه. 

على العهد باقون ومعك ماضون، دمت لنا سيدي أبا الحسين في ذكرى الجلوس الملكي ودام ولي عهدك الميمون سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني.