طلبة الطب في أوكرانيا .. حلول صعبة ولكن مطلوبة

د. ابراهيم البدور

 

دراسة الطب كانت ولا زالت هي أول خيار عند غالبية الطلبة وأهاليهم، حيث يحاول الطلبة في الثانوية العامة -التوجيهي – الحصول على أعلى العلامات لكي يتمكنوا من الحصول على مقعد طب.

«لكن» عدد المقاعد في الأردن والتنافس القوي لا يعطي الجميع هذه الفرصة، لذلك يضطر -عدد لا يستهان به – من مغادرة الأردن والتوجه لدول اخرى لتحقيق حلم لا يستطيعون تحقيقه في الداخل.

يُقدّر عدد الطلبة الأردنيين الذين يدرسون الطب بحدود 38 الف طالب؛ منهم 19 ألف طالب في داخل الأردن موزعين على 6 جامعات، ويماثلهم نفس العدد في الخارج، ويتخرج سنوياً بحدود 5000 طبيب موزعين أيضا بين الخارج والداخل.

هذه الأرقام تشكل تحديا خطيرا يعصف بمهنة الطب في الأردن إذا ما علمنا أن مقاعد التخصص هي بحدود 1000 مقعد فقط.! وبذلك يبقى بحدود 4000 طبيب بدون أي أمل في الحصول على مقعد للتخصص.

أوكرانيا تعتبر وجهةً رئيسةً لدراسة الطب للطلبة الأردنيين، حيث وفي تصريح للسفير الأوكراني في الأردن قبل 4 سنوات الدكتور سيرجي باسكو قال: «أن عدد الطلبة الأردنيين في أوكرانيا يقدر بـ 3 آلاف طالب حاليا في مختلف الجامعات الاوكرانية غالبيتهم يدرسون الطب وطب الاسنان»، لكن بعد إقرار امتحان الكفاءة الإجباري للطلبة الخريجين في كليات الطب في اوكرانيا قبل عامين بدأت أعداد الطلبة تقل وأصبحت الوجهة الى دول أخرى بدون امتحان كفاءة.

بدأت أزمة الحرب الروسية الاوكرانية قبل عدة أشهر وهرب عدد كبير من سكان أوكرانيا ومنهم طلبة، عاد عدد لا يستهان به من هؤلاء الطلبة الى الأردن، وبدأت مطالبات من الطلبة وأهاليهم بحل مشكلتهم أُسوةً بالطلبة الذين تعرضوا لنفس الموقف خلال الحروب التي حدثت في اليمن والسودان والجزائر وليبيا، حيث تم قبول هؤلاء الطلبة في الجامعات الأردنية بعد تقييم وعمل امتحان مستوى لهم.

لكن رد وزارة التعليم العالي كان مختلفاً هذه المرة؛ حيث لم يتم السماح لهم بالدراسة في الجامعات الأردنية، وسمح لهم الانتقال الى جامعات مجاورة لأوكرانيا مع إسقاط شرط 50 % دوام في الجامعة الجديدة، أو البقاء في نفس الجامعات وبدوام عن بُعد..!!!!

يُقدِّر عدد الطلبة العائدين من هناك بحدود 500 طالب فقط والباقي إما ذهب لدول مجاورة أو بقي في اوكرانيا، ولسان حال هؤلاء يقول؛ لماذا لا يتم التعامل معنا مثل باقي الطلبة الذين تعرضوا لنفس الظرف سابقًا؟

أعتقد تساؤلهم بحاجة لجواب من الوزارة نفسها- التي لم يتغير فيها إلا الوزير – والتي استوعبت قبل عامين فقط طلبة تعرضوا لنفس الظرف، وإذا يُقال إن الطلبة في أوكرانيا معدلاتهم أقل ومستواهم لن يؤهلهم التنافس مع الطلبة في الجامعات الأردنية ؛ فلماذا لا نعمل امتحان مستوى لهم كلٌ حسب سنة الدراسة ونقيم مستواهم، فإذا كان مستواهم جيدا وتخطوا الامتحان بنجاح نعطيهم نفس الفرصة التي أُعطيت لزملاء لهم أخذوا نفس الفرصة سابقًا.

أعلم أن عدد الطلبة في كليات الطب في الأردن كبير والكليات تعاني من ضغط، وأعلم ان الحلول ليست سهلة، «ولكن «مثلما استوعبنا الطلبة في أزمات سابقة يجب علينا إعطاء نفس الفرصة لهؤلاء الطلبة، فإن نجحوا أكملوا وإن فشلوا فقد أقامت الوزارة عليهم الحُجّة.