العلاقات الأردنية العراقية.. إلى أين؟
أقامت مؤسسة "مسارات" الأردنية للتنمية والتطوير، اليوم الثلاثاء، جلسة نقاشية حول العلاقات الأردنية العراقية، أدارها النائب عمر العياصرة، بحضور نخبة من الشخصيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
العذاري: تطور ملحوظ في العلاقات الأردنية العراقية
قال السفير العراقي في عمان حيدر العذاري، إن العلاقات الأردنية - العراقية تشهد تطوراً ملحوظاً وكبيراً، وإن هناك أرضية مناسبة لتطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين بما يكفل تحقيق المصالح المشتركة بين الطرفين.
وأكد على أن الأردن يشكل الدعم والسند الكبير للعراق في أصعب الظروف والمحن التي مرت بها بلاده منذ التسعينيات القرن الماضي وحتى اليوم.
وأشار إلى أن الزيارات التي قام بها جلالة الملك عبدالله الثاني إلى جمهورية العراق، ساهمت بشكل كبير في تعزيز العلاقات بين البلدين وفتح أبواب التعاون بكافة المجالات، والتي كانت رسالة واضحة للشعبين العراقي والأردني على أهمية التعاون ودعم البلدين المستمر.
وأشاد العذاري بالاهتمام الملكي بدور العراق وأهمية دعمه واستقراره، مشيرا إلى أن جلالة الملك عبدالله في خطابه في البرلمان الأوروبي، خصص جزءا من الخطاب للعراق، حيث عكست حجم العلاقة الأردنية العراقية في الوقت الذي احتضن فيه الأردن الكثير من أبناء الشعب العراقي.
وأشار إلى حجم التعاون الاقتصادي الكبير بين البلدين من خلال الاجتماع الثلاثي الذي عقد منذ عامين بين مصر والأردن والعراق، حيث احتضنت عواصم هذه الدول للاجتماعات المستمرة على مستوى قيادات الدول، واليوم نتطلع إلى أن تتحول هذه الاجتماعات إلى مشاريع اقتصادية تنموية على ارض الواقع.
وأشار إلى مشروع المنطقة الصناعية الذي تم إنجاز 92% منه، وما يعكسه من مدى وحجم التعاون الاقتصادي، إذ يشكل الأردن شريكا حقيقيا في المنطقة من خلال موقعة الجغرافي ومكانته السياسية.
وأكد على أن التعاون بين البلدين قد شمل كافة المجلات، مشيراً إلى حجم التعاون في مجال الأمن الغذائي والعمل على تذليل كافة العقبات، وتسهيل الإجراءات لتوقيع مذكرات التفاهم والتعاون بكافة المجالات.
وتحدث العذاري عن كثير من التسهيلات التي تتم بين الجانبين لاسيما في مجالات التعاون وخدمة الاستثمار، مؤكدا على منح تأشيرات دخول لرجال أعمال أردنيين وصلت إلى 3400 فيزا خلال الربع الأول من العام الحالي.
وانتقد العذاري ضعف وتراجع حجم التبادل التجاري بين البلدين والتي وصلت إلى 616 مليون دولار، معتبرا هذا بأنه رقم متواضع لحجم التعاون والعلاقات بين البلدين، ومؤكداً على أهمية زيادة هذا المبلغ خلال السنوات المقبلة.
وشدد على أهمية التركيز على العلاقات الأردنية العراقية، من منطلق المصالح المشتركة وأن نطوي أي صفحات من الماضي وأن ننظر إلى المصالح المتبادلة، مشيراً إلى أهمية الاعتماد على العلاقات الشخصية في تسهيل وتذليل العقبات التي تواجه الاستثمار والتعاون بين البلدين بعيداً عن البيروقراطية المعقدة والتي هي موجود في كل دول العام.
الحموري: مصالح واتفاقيات مشتركة
وقال وزير الصناعة والتجارة السابق طارق الحموري، إن حجم التعاون المشترك بين الأردن والعراق قد زاد خلال الفترة الماضية، والفضل في ذلك يعود إلى الدبلوماسية الكبيرة التي يتحلى بها سفير العراق في عمان، والذي عمل على إنشاء أرضية اقتصادية مشتركة ساهمت في تطور التعاون بين البلدين.
وأشار إلى المصالح المشتركة بين البلدين سواء الجانب الأردني أو العراقي في أهمية هذه الاتفاقيات واستمرارها والشعور بأهميتها، وخصوصا مشروع المدينة الصناعية الذي قدم وسيقدم أبعادا تنموية استثمارية هامة.
وبين الحموري أن الأردن قدم إلى العراق ومنذ العام 2019 ملف لتوقيع اتفاقية على توريد الكهرباء مع العراق وقد تم تحويل الملف إلى الجهات العراقية المختصة وحتى اليوم لم ترد أي ردود على هذا الملف.
وأكد على أن الأردن عمل على عقد عدة اجتماعات ما بين مقاولين أردنيين والبنك المركزي لغايات تقديم تسهيلات للمقاولين الراغبين بالاستثمار في العراق، وتم تخصيص ما يقارب 100 مليون دينار لغايات التسهيلات للمقاولين الراغبين بالاستثمار في العراق.
مكي الفايز: إخفاق في استثمار موارد الطاقة الكهربائية
من جهته، اعتبر المستثمر العراقي مكي الفايز أن الأردن والعراق لم يستغلا مواردهم الطبيعية بالشكل الأمثل، متطرقا إلى موضوع الطاقة الكهربائية المولدة من الطاقة الشمسية وقدرة الأردن على توليد كميات منها وتصديرها إلى العراق، الذي يعاني من نقص فيها، مستغرباً عدم التعاون في هذا المجال واستغلاله من الطرفين.
وأشار إلى كثير من الموارد في الأردن، ومن أبرزها قطاع المقاولات وعدم دخوله السوق العراقية رغم التطور والتقدم الذي احرزه هذا القطاع على مستوى المنطقة، إلا أن السوق العراقية ما تزال تعتمد على شركات المقاولات التركية، مطالباً بتوجيه وتسهيل تحريك راس المال أو تقديم التسهيلات للشركات الأردنية للاستثمار في هذا المجال.
وتحدث عن تطور الأردن في مجال السياحة العلاجية والتطور في المجال الطبي والمستشفيات، متسائلاً عن السبب في عدم الاستثمار في القطاع الطبي في العراق من قبل رجال الأعمال الأردنيين وكبرى المستشفيات الخاصة.
الصفدي: التعاون التجاري جهد شخصي للمستثمرين ولا دور للحكومات
من جهته، اعتبر النائب الأول لرئيس مجلس النواب النائب أحمد الصفدي، أن العلاقات الأردنية العراقية راسخة ومترابطة، وأن ما لمسه في عمله وزيارته السياسية إلى العراق حجم الشغف لدى القوى السياسية في العراق إلى الترابط مع الأردن في كثير من الملفات.
وأكد أن هناك تراجعا وضعفا في الدور الحكومي لدى الطرفين في تعزيز أوصر التعاون، معتبرا أن حجم التعاون الحالي ما هو إلا جهود شخصية لدى كثير من رجال الأعمال والمستثمرين، خصوصا في مجالات التعاون التجاري والصادرات، متسائلا عن دور النقابات المختلفة والغراف التجارية والصناعية وقطاع المقالات عن الاستثمار في العراق.
كما أكد الصفدي على دعم جلالة الملك للعراق الشقيق من خلال حديثه ولقاءاته المختلفة، مشيرا إلى أنه لا يخلو أي لقاء مع جلالة الملك إلا ويتم الحديث عن دعم ومساندة العراق بكافة المجالات.
أبو حسان: لا بد من دراسات معمقة للمشاريع العالقة بين البلدين
وتطرق النائب خالد أبو حسان، إلى الزيارة النيابية التي تمت العام الماضي للبرلمان العراقي بحضور نيابي كبير وأن الزيارة عكست حجم التعاون والتوافق بين البلدين على العديد من القضايا السياسية الراهنة التي يمر بها مجتمعنا العربي.
وشدد على أهمية أن تتوفر دراسات معمقة للمشاريع العالقة، التي تحتاج إلى دعم لترى النور بين البلدين، وهما الربط الكهربائي وخط النفط والمدن الصناعية، مبينا أننا اليوم مدعون لتشخيص المشكلة، كونه جزء من الحل ويقدمنا لنا أين المشاكل؟ لنعمل على حلها لتعزيز التحالف بين البلدين، وخصوصا أننا بتنا في زمن التحالف بين الدول.
وأشار إلى وجود تجاذبات سياسية وقوى للشد العكسي تمنع تطور وتقدم العلاقات، وبخاصة في مجال التبادل التجاري، وعليه نرى حجم التبادل التجاري ضعيفا، ولا يكاد يذكر مقارنه مع التبادل التجاري بين العراق وتركيا.
الساكت: لا جدوى اقتصادية لمشروع المدينة الصناعية
وقال الاقتصادي والخبير الصناعي المهندس موسى الساكت، إنه لا بد أن يدرك قادتنا في وقت مبكر أنه لا يمكن أنا يكون إلا بتحالفات وتكاملات اقتصادية في المرحلة المقبلة، فلا توجد دولة في العالم تستطيع أن تعتمد على ذاتها، ولا بد أن نتحرك باتجاه التحالف والتكامل الاقتصادي بين البلدين.
وتحدث عن تفاؤله عن مشروع الشام الجديد، ولكن لا بد أن نلمس كقطاعات اقتصادية وبلدان مشاركة فيه من مصر والأردن والعراق، وأن نسمع إلى أين وصلت الخطوات العملية في هذا المشروع، حتى اليوم ومتى ستعود هذه الاتفاقية على شعوب المنطقة والقطاعات الاقتصادية في المنطقة.
وأكد أننا متفقون على العمل الاستراتيجي، وأهمية الأردن والعراق في مجالات التعاون الاقتصادي وان كل طرف يكل الآخر، ولكن لا بد من الإشارة إلى أن حجم التبادل التجاري في عام 2013 قد وصل إلى مليار ونصف مليار دولار على عكس الأعوام الماضية، وهو تراجع كبير ولا يعكس حجم العلاقة بين البلدين.
وانتقد الساكت بشكل مباشر مشروع المدينة الصناعية، وأنه كقطاع خاص وصناعي لا يرى أي جدوى لهذه المدينة الصناعية، رغم تفاؤلانا بها عند الإعلان عنها في وقت سابق.
الطراونة: العراق كان حاضراً في لقاء الملك مع بايدين
وأشاد رئيس تحرير جريدة الغد مكرم الطراونة، بعمق العلاقات بين الطرفين وما عكسه مؤتمر بغداد للحوار والشراكة، متابعا "سمعنا من القيادات العراقية عن أهمية العلاقة مع الأردن ومصر، إضافة إلى أن لقاء جلالة الملك عبدالله مع الرئيس الأميركي بايدن والاجتماعات مع لجان الكونجرس، حيث كان الملف العراقي حاضراً على جدول اهتمام جلالة الملك".
وأضاف أننا نتحدث عن القيادتين في الأردن والعراق، وحرصهما على استمرار العلاقات الاقتصادية والسياسية، متسائلاً عن أي مدى يؤثر الخليط السياسي في العراق على مستقبل العلاقات بين البلدين.
الناصر: العراق دولة غنية في مصادر الطاقة
وتحدث الوزير الأسبق حازم الناصر عن أهمية إعادة تأهيل العلاقات الاقتصادية الأردنية - العراقية، وأن حجم الصادرات بين البلدين لا يشكل سوى 25% من حجم الصادات التاريخية التي كانت قائمة بين العراق والأردن.
وتساءل الناصر: هل نحن قادرون على الوصول إلى مستوى العلاقات السابقة بين البلدين وبأكثر مما كانت عليه بأضعاف؟، مشيرا إلى أن هذا الموضوع يحتاج منا إعادة تأهيل الحاضنة الاقتصادية والتحفيزية للتعاون الأردني العراقي.
وبين أن العلاقة الاقتصادية بين الأردن والعراق تحتاج إلى تكاملية وخطة شمولية، ولجنة مشتركة تشكل إحدى الأدوات المهمة، كما تحتاج إلى مساعدة مراكز دراسات عراقية وأردنية لتعزيز الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
وأكد أن العراق بلد غني بمصادر كثيرة من الطاقة وليس دولة نفطية فقط، ومن أبرز هذه المصادر هو الغاز وهو ليس مكتشف فيها حتى الآن، خصوصا في مناطق غرب العراق وبكميات كبيرة.
الخضيري: جادون للتعاون في مجال المقاولات
من جانبه، أكد نقيب المقاولين الأردنيين أيمن الخضيري، على دور جلالة الملك والقيادات العراقية في فتح خطوط التعاون بين البلدين لزيادة حجم التعاون والتبادل التجاري والاقتصادي بين الأردن والعراق.
وأشار إلى جملة من المعوقات التي توجه قطاع المقاولات في دخول الأسواق العراقية وما يتبعها من إجراءات لدخول العطاءات وتسهيل العطاء، وهي تحتاج إلى مبالغ كبيرة وحجم تسهيلات كبير وتعاون من البنوك الأخرى.
وأكد أننا جادون في التعاون مع الجانب العراقي، وأهمية الدخول إلى الأسواق العراقية، وأن النقابة عملت على استحداث مكتب في بغداد لمساعدة كافة المقاولين الأردنيين الذين سيقومون بالاستثمار في العراق، وتقديم كافة التسهيلات لهم والموافقات الخاصة بمشاريعهم.
الحياري: الملك محب للعراق
وقال الزميل سمير الحياري ناشر موقع عمون، إن جلالة الملك عبدالله الثاني وخلال لقاءاته مع الصحفيين، نشعر كم هو محب للعراق، ومتفائل بالنسبة للعلاقات الطبية التي تربط البلدين، وهذا دائما نشعر به من حديث جلالته لوسائل الإعلام.
وتحدث عن التعاون الجديد بين الأردن والعراق ومصر ومدى اعتباره استنساخا جديدا لمجلس التعاون العربي.
أبو حسان: التعاون في الجانب الاجتماعي لإعادة تأهيل ضحايا "داعش"
الوزيرة السابقة ريما أبو حسان، قالت إن الحديث اليوم يدور عن أهمية التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، وأهمية دفع عجلة الاقتصاد والاستثمار، مشيرة إلى حديث يدور اليوم عن أهمية وجود تعاون اجتماعي يتمثل بوجود مدارس في العراق على غرار المدارس العراقية في الأردن، خصوصا المدارس الدولية التي تقدم شهادات دولية.
وأكدت أهمية البعد الاجتماعي، لا سيما القضايا التي لها ارتباط في مجالي الإرشاد والدعم النفسي لضحايا خاصة ضحايا داعش في العراق، مشيرة إلى تجارب لمؤسسات مجتمع مدني موجودة في الأردن لديها استعداد للتعاون مع المؤسسات في العراق خاصة في تأهيل الضحايا بالذات.
الشقيرات: الجانب العراقي متساهل مع المستثمر الأردني
المستثمر الأردني في العراق وائل الشقيرات، أكد أن الاستثمار في العراق كان من جهود شخصية، دون أي تدخل أو تسهيل من الجهات الحكومة، مشيداً في الجانب العراقي بعدم تقصد أو التضييق على الاستثمار الأردني، بل يتم معاملته بكل تقدير ودون تمييز.
وأشار إلى التعاون من الجانب العراقي في مجالات عديدة، لا سيما الإعفاءات وغيرها.
وقال إن الأردن إذا ألغى التأشيرات مع العراق، فإن العراق سوف يلغي التأشيرات باليوم نفسه؛ إيماناً منه بأهمية التعاون وتسهيل الإجراءات مع الجانب الأردني.
ظاظا: لا بد من اتفاقيات سريعة لتعزيز الأمن الغذائي والدوائي
وأشار عضو غرفة صناعة الأردن حكيم ظاظا، إلى التعاون مع الجانب العراقي في مجال المعارض التجارية والصناعات، حيث قدمت هذه المعارض دعوة ومساعدة من الحكومة العراقية، كما لقيت مشاركة كبيرة من تجار ومستثمرين أردنيين، وكسرت حاجز الخوف من الدخول إلى السوق العراقي.
وبين أن العالم يتغير بشكل سريع، ولا بد من الاهتمام في مجال الأمن الغذائي والدوائي، ولا بد أن يكون هناك تكامل في هذا المجال بين البلدين، ووضع اتفاقيات تعاون سريعة ولا ننتظر إقامة المنطقة الصناعية الحديثة بل نعمل على تعزيز التعاون الاقتصادي.
مبيضين: المصالح المشتركة والإرادة السياسية متوفرة لتعزيز العلاقات بين البلدين
وقال المهندس محمد مبيضين، إن العلاقة مع العراق تاريخية ويجمعها مصالح مشتركة، وإرادة سياسية متوفرة، حيث إن العلاقات متوفرة والعلاقات الاجتماعية متداخلة والأرضية خصبة وقائمة على الثقة والمحبة، كما أن الإرادة السياسية قائمة على مستوى القادة والحكومات والاجتماعات والاتفاقيات.
وأشار إلى أن الأسواق العراقية اليوم مختلفة عن السابقة، وهناك احتكار للأسواق العراقية من قبل الأتراك والإيرانيين، لكن على الجانب الآخر لدينا صناعات أردنية مفخرة خاصة الصناعات الدوائية وقادرة على المنافسة، وعلى جانب آخر هناك صناعات غير قادرة على المنافسة.
غنيمات: دور كبير لقيادة البلدين في تحقيق الأمن الغذائي
وأكد المدير التنفيذي لمؤسسة مسارات الأردنية للتطوير والتدريب طلال غنيمات، على أهمية العلاقات الأردنية - العراقية، وتعزيز التعاون المشترك لمواجهة التحديات الاقتصادية التنموية التي واجهها العالم منذ أزمة كورونا إلى الأزمة الروسية - الأوكرانية.
وأشاد بالتعاون والدور الكبير الذي تلعبه قيادة البلدين في تعزيز هذا التعاون واستشراق المستقبل في إيجاد تعاون تجاري، واستثمار وتعزيز لكافة المجالات التي تساهم في تحقيق الأمن الغذائي وتحقيق النمو الاقتصادي بين البلدين.