عقل: الدعم يُرضي المواطن لكنه يزيد عجز الموازنة

أكد الخبير في شؤون النفط والطاقة هاشم عقل أن إيرادات ضريبة المحروقات تراجعت خلال الأشهر السابقة، بقيمة 352 مليون دينار.

ورأى عقل أن هذا التراجع يعود إلى تثبيت أسعار المشتقات النفطية وارتفاع تكلفة أسطوانة الغاز بما يعادل خمسة دنانير، في ظل استهلاك 33 مليون أسطوانة.

وقال في حديثه لموقع "هلا أخبار"، اليوم السبت، إنه وخلال الستة أشهر الماضية، ارتفعت أسعار المشتقات النفطية والخام عالميا ومحليا بنسب كبيرة.

وأشار إلى أن إيرادات ضريبة المحروقات "معلوم أنها مخصصة لمشاريع ورواتب وبنود في الموازنة والتي ستتأثر سلبا بتراجع هذه الإيرادات وقد تزداد المديونية أو يتم إلغاء أو تأجيل بعض المشاريع وهذا أمر غير مستحب".

وأكد الخبير في النفط والطاقة، أن سياسات الدعم تؤدي دائما إلى زيادة في عجز الموازنة إرضاء للمواطن، لكن وبعد سنوات تصطدم الحكومات بعجز كبير لا تستطيع التعامل معه فتضطر إلى تخفيض أو إلغاء كل أنواع الدعم، الأمر الذي يغضب المواطن المعتاد على تحمل الميزانية لجزء من نفقاته الاستهلاكية وعلى رأسها المحروقات.

وحذر من بيانات وجداول وأسعار ومقارنات "غير دقيقة" تؤذي المواطن لانعدام مصداقيتها، وتصدر دون معرفة وتدقيق.

ونوه عقل إلى أن أسعار المشتقات النفطية تعتمد على: أسعار النفط الخام وهي مرتفعة، والتكرير وأجور المصافي وهي مرتفعة أيضا، والتسويق وسلاسل الإمداد؛ مثل أجور الشحن والتأمين والتخزين والنقل، وهي مستمرة في الارتفاع، وعمولات شركات التوزيع والمحطات، وأخيرا الضريبة وهي متغيرة من بلد إلى آخر.

ولفت إلى "مشكلة خطيرة لدينا وهي ثقافة ترشيد الاستهلاك التي لا نتقنها جيدا"، معتبرا أنها من أهم أسباب فشل إدارة محفظة العائلة المالية.

واستشهد بالاستعمال غير الضروري للمركبات والتنقل بها لمسافات قريبة لا تحتاج إلى وسيلة نقل، متسائلا: لماذا لا يذهب أصدقاء العمل ساكني المنطقة نفسها إلى عملهم بنظام المداورة؟ ولماذا يذهب الزوج والزوجة كل بمركبته وقد يعملون في الدائرة ذاتها؟