غداً يوم "النشامى"… يا الله عليك التواكيل

 

غداً، لا يدخل المنتخب الأردني إلى النهائي بصفته فريق كرة قدم فقط، بل يدخل باعتباره حكاية وطن، وحالة فخر لشعبٍ وجد في هذا المنتخب مرآته الصادقة.

غداً يلعب النشامى،
وتلعب معهم جماهير لم تتأخر عن موعدها يوماً، ولم تنتظر دعوة، ولم تسأل عن نتيجة قبل أن تقف. جماهير آمنت بأن الوقوف خلف المنتخب ليس ترفاً عاطفياً، بل موقف وطني ثابت.

هذا المنتخب، خلال مشواره، لم يقدّم مباريات جميلة فقط، بل قدّم للأردنيين ما هو أعمق: شعور الفخر. فخر بأن اسم الأردن يُذكر باحترام، وبأن القميص الأبيض يُقاتَل من أجله حتى اللحظة الأخيرة.

جماهير الأردن كانت شريكاً حقيقياً في هذا الإنجاز،
في المدرجات، وفي الشوارع، وفي البيوت.
شريكاً بالدعاء قبل الهتاف، وبالصبر قبل الفرح، وبالثقة حتى في أصعب اللحظات.

والنشامى كانوا على قدر هذه الثقة،
لعبوا بعزيمة واضحة، وبانضباط، وبإحساس عالٍ بالمسؤولية. لم يستعرضوا، ولم يساوموا، بل أدّوا واجبهم كما يجب أن يؤدّى حين يكون اسم الوطن على الصدر.

اليوم، يمكن القول بثقة:
هذا المنتخب أصبح مصدر فخر لهذا الشعب.
ليس لأنه وصل إلى النهائي فقط، بل لأنه وصل بالطريقة الصحيحة، وبالروح التي تشبه الأردن وأهله.

ومن هنا، لا بد من توجيه الشكر لكل لاعب حمل هذا القميص بشرف،
لكل من ركض، وضحّى، وقاتل على كل كرة، وآمن بأن تمثيل الوطن شرف لا يُقاس بالأرقام.

والشكر موصول للجهاز الفني،
وللمدرب الذي نجح في بناء فريق متماسك، أعاد للمنتخب شخصيته، ومنحه هوية واضحة، وجعل منه فريقاً يُحترم داخل الملعب وخارجه.

غداً، قد نرفع الكأس،وقد نكتفي برفع الرأس،
لكن في الحالتين، يكون الأردن قد انتصر بمعناه الأوسع.

غداً يوم "النشامى"…
يا الله عليك التواكيل،
والقلوب كلها معكم.