خفايا إعادة فتح إسرائيل لجسر الملك حسين
قال أستاذ علم الاجتماع الدكتور بدر الماضي، ردًّا على سؤال حول ما إذا كان فتح جسر الملك حسين موجّهًا فعلًا لتسهيل دخول المساعدات إلى غزة، أم أن هناك تعقيدات إسرائيلية تعرقل هذا المسار جزئيًا أو كليًا، إنّ القرار الإسرائيلي بفتح الجسر لا يمكن قراءته على أنه خطوة إنسانية خالصة، فهو محاولة للهروب من الضغط الدولي المتصاعد على تل أبيب نتيجة تفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع.
وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن إسرائيل تسعى، عبر هذا الإجراء، إلى إرسال رسالة مضلّلة مفادها أنها لا ترغب في زيادة معاناة المدنيين الفلسطينيين، غير أن الواقع العملي يكشف عن طبقات متعددة من التعقيدات الإسرائيلية التي لا تزال تحول دون وصول المساعدات إلى مستحقيها.
وبيّن الماضي أن هذه التعقيدات تشمل اشتراطات أمنية مُفرطة، وإجراءات تفتيش مرهقة، وقيودًا على نوع المواد المسموح إدخالها، فضلًا عن منح المستوطنين — بشكل مباشر أو غير مباشر — مساحة للاعتداء على القوافل الإغاثية، الأمر الذي يؤدي فعليًا إلى إبطاء عملية التعافي الإنساني داخل غزة.
ونوّه إلى أن إسرائيل ستسعى، خلال المرحلة المقبلة، إلى توسيع دائرة هذه التعقيدات تحت ذرائع أمنية جاهزة، وهو ما يصعّب على الأطراف الدولية والإقليمية المعنية بالمساعدات تحقيق وصول مستقر ومنتظم للإغاثة.
واستطرد الماضي قائلًا إن هذه الاشتراطات تعكس رغبة واضحة في إدارة تدفق المساعدات بطريقة تضبط الإيقاع الإنساني داخل القطاع، وتُبقي المجتمع الفلسطيني في حالة هشاشة وضغط دائمين.
وتساءل الماضي حول ما إذا كانت إسرائيل ستسمح عمليًا - لا نظريًا - بمرور المساعدات دون عراقيل مصطنعة، وهو ما لا يبدو متحققًا حتى الآن.