أبرز ردود الفعل الإسرائيلية على مقتل ياسر أبو شباب زعيم ميليشيا

 

أثار مقتل ياسر أبو شباب، زعيم ميليشيا ما تسمى "القوات الشعبية" في قطاع غزة والمتهم بالعمالة لإسرائيل، جدلًا واسعًا في الأوساط الإسرائيلية، حيث صدرت ردود فعل متباينة من الإعلام والمسؤولين الأمنيين.

القناة 14 الإسرائيلية: أعلنت مقتله، مشيرة إلى أن اسمه كان حاضرًا بقوة خلال الحرب على غزة، حيث تعاونت ميليشياته مع جيش الاحتلال وفرضت سيطرتها على بعض المناطق. واعتبر محللون أن التخلص منه يمثل ضربة موجعة لجهاز الشاباك الذي عمل على تشكيل هذه المجموعات ورعايتها.

القناة 12 الإسرائيلية: نقلت عن مسؤول أمني أن أبو شباب توفي نتيجة خلاف داخلي في العائلة، بينما ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنه اغتيل على يد مجهولين، مؤكدة أن تفاصيل العملية لا تزال قيد التحقيق.

صحيفة يديعوت أحرونوت: نقلت عن مصادر أمنية أن أبو شباب لم يُقتل بالرصاص، بل ضُرب حتى الموت خلال شجار مع أعضاء من جماعته، موضحة أن القوات الإسرائيلية نقلته من رفح لتلقي العلاج لكنه توفي متأثرًا بجراحه أثناء نقله إلى مستشفى سوروكا في بئر السبع.

موقع واللا الإسرائيلي: وصف مقتله بأنه ضربة موجعة لإسرائيل في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن أبو شباب كانت تربطه علاقات واسعة بإسرائيل وأجهزة الاستخبارات الأمريكية.

القناة 14 الإسرائيلية (تعليق إضافي): اعتبرت أن القضاء على جماعة أبو شباب يبرز الصعوبة الاستراتيجية في الاعتماد على عناصر محلية (مرتزقة)، مؤكدة أن سيطرة حماس على نحو 50% من القطاع تجعل قدرة هذه الميليشيات على البقاء وتنفيذ مهام لصالح إسرائيل موضع شك.

مصدر عسكري لموقع ماكو الإسرائيلي: قال إن الحادث يستدعي إعادة فحص الاستراتيجية وتشغيل الميليشيات المحلية في مواجهة حماس، داعيًا إلى تقييم جديد لنموذج الميليشيات الذي يواجه تهديدًا من حماس وصراعات عشائرية داخلية.

يوسف يسرائيل (صحفي إسرائيلي): وصف أبو شباب بأنه قائد ميليشيا واحدة وتاجر مخدرات ومجرم، معتبرًا أن إسرائيل رأت فيه متعاونًا مريحًا، فيما نقل عن فلسطيني قوله بسخرية: "إسرائيل لا تفهم شيئًا إذا كانت تظن أنها يمكن أن تعمل مع هذا المجرم عديم التأثير".

شاي ليفي (صحفي إسرائيلي): أكد أن أبو شباب اغتيل لأنه ساعد إسرائيل في القتال وخاصة في خرق اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مشيرًا إلى أن الرقابة الصارمة تمنع نشر تفاصيل إضافية عن الحادثة التي وصفها بأنها استراتيجية.

ميخائيل ميلشتاين (رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في جامعة تل أبيب): قال إن تصفية أبو شباب سواء كانت داخلية أو على يد حماس لا ينبغي أن تكون مفاجأة، لكنها تثير أسئلة عن طبيعة الشركاء الذين اختارتهم إسرائيل في الحرب، معتبرًا أن الحادث ينضم إلى سلسلة من الإخفاقات.

إيلي أورليفي (صحفي إسرائيلي): اعتبر أن اغتيال أبو شباب على يد حماس أو وكلائها مؤشر إضافي على وهم إمكانية استبدال حماس بميليشيات مسلحة في غزة، واصفًا أبو شباب بأنه "تاجر مخدرات وليس من الصالحين بين الأمم".

دلالات الموقف الإسرائيلي
تكشف هذه الردود عن ارتباك واضح في الرواية الإسرائيلية بشأن ظروف مقتله.

يُنظر إلى الحادثة على أنها فشل أمني لإسرائيل، إذ فقدت أحد أبرز المتعاونين معها في غزة.

استمرار الغموض يعكس حساسية الملف، خاصة أن أبو شباب كان يمثل واجهة للتنسيق الميداني مع الاحتلال داخل القطاع.