النعيمات يكتب: بيت الشريف حسين " أبيض "
بقلم الكابتن مهند علي النعيمات
في عرفنا بالاردن انه اذا ثبت على احدهم قول زور وبهتان في غيره من الناس يحكم عليه (بالبياض )، وهذا يعني ان يقوم المحكوم بالوقوف في ثلاث اماكن يختارها القاضي لينادي بكذبه وبهتانه ويبرئ الطرف الاخر مما قيل فيه ويقوم بكسوة بيت المفترى عليه بالقماش الابيض.
اليوم هناك اسما كبيرا حاضرا في وجدان هذه الامة، رجل تحمل الصعاب ووقف لخدمة العرب في وجه قوى الظلام التي سادت المنطقة، رجل وضع نفسه وانجاله في كل خطوط القتال يصارعون الموت ويعودون منه سالمين، وابى للعرب ان يكونوا تابعين يؤخذ رجالهم وقودا للحرب وتسبى نسائهم لأشباه الرجال وقدم الكثير منذ شبابه وحتى توفاه الله متواضعا محتسبا دافعا لثمن قوميته وعروبته وعدم تفريطه بأرض العرب وقدسها.
وتثور في نفسي حمية العرب في الدفاع عن الغائبين، شرفا وشهامة ومرؤة لا نرتضي من دونها الا وجه الله وإبراء لاسم الشريف الحسين مما يحاك ويلفق على اسمك الشريف من سقط القول وزوره.
ولاجل ذلك، انتشرت على مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي بان حفلا راقصا اقيم في بيت الشريف الحسين بن علي والمتحف الذي يحمل اسمه في العقبة، ونحن نعلم علم اليقين ان البيت وتاريخه راعيه وسيرته العطرة التي حفرت باحرف من ذهب بذاكرة العرب وكأننا نراه امامنا .
اقف اليوم لافند تلك الدعوى واقول ان الحفل لم يكن في بيت الشريف حسين لاني في ذلك التاريخ وتلك الليلة بالذات كنت في المتحف بقلب اساحة الثورة كزائر عادي كغيري من العشرات في رحلة عبر تاريخ العقبة والمنطقة واحداثها وملوكها، واتجاذب اطراف الحديث في نفس الليله مع مدير ذلك المتحف حول التاريخ وتناقشنا في نقطة مفصلية تبين غيرة الشريف حسين على العرب ومكانتهم.
فلا الحفل في بيت الشريف ولا القول الذي قالوه صادق.. وبيت الشريف " ابيض " لا يحتاج ممن يبيض له فنحن نعرف رجالنا كما نعرف اولادنا
دعوا لنا تاريخنا وسرديتنا و طهر اجدادنا ومن سبقنا، وخذوا ما شئتم لعلكم تشبعون.
رحم الله الشريف حسين بن علي (ملك العرب)