العدوان يكتب: العدوان: قرار ترامب بشأن الإخوان كتبه نتنياهو

 

كتب طاهر العدوان:

قرار ترامب باعتبار بعض فروع الإخوان المسلمين منظمات إرهابية، منها (التي في الأردن وفلسطين ولبنان ومصر)، يأتي في إطار تحركه لتبرئة الكيان الصهيوني من جريمة حرب الإبادة والتطهير العرقي في غزة. بيان البيت الأبيض حول قرار ترامب بأسلوبه وصياغته كتب في مكتب نتنياهو.

ترمب كان واضحًا بأنه يريد إنقاذ إسرائيل من العزلة الدولية وتهمة الإبادة. خطته حول غزة بحد ذاتها جاءت في هذا الإطار عندما نصب نفسه (رئيسًا لمجلس السلام) على غزة، بينما مكانه الحقيقي بصفته الداعم الأكبر لحرب الإبادة هو في الجنائية الدولية إلى جانب المجرم نتنياهو. فهو من أرسل مئات الآلاف من الأطنان من المتفجرات لنتنياهو كي يواصل قتل النساء والأطفال والمدنيين، وهو من منحه المهلة تلو الأخرى لمواصلة إبادة الغزيين تحت عنوان (الإسراع في تحرير الرهائن). فإذا كان هذا موقفه من حرب الإبادة، فسمّي برئيس مجلس السلام، فحق نتنياهو أن يُسمى بطل الحرية والإنسانية! (عجائب آخر الزمان).

هذا ما يسعى إليه ترامب في توجهاته وقراراته، تبرئة نتنياهو والكيان من حرب الإبادة بتصوير ضحايا الإبادة والتطهير العرقي في غزة بأنهم وبصفتهم حماس والإخوان هم (إرهابيون يستحقون الإبادة)، وأن نتنياهو وعصابته (يخوضون حربًا قذرة دفاعًا عن الغرب) ضد الإرهاب (وهو إسلامي دائمًا) في تصنيفاتهم العنصرية الإمبريالية، وهي مهمة تطورت على لسان وزراء الحرب الصهيونية لتصبح حربًا ضد (حيوانات بشرية). فكيف تعترضون على قتل حيوانات! وصف عممه سفير ترمب في أنقرة توم براك عندما وصف الصحفيين اللبنانيين بأنهم (يتصرفون كحيوانات)، كما أعلن بأن العرب في الشرق (ليسوا دولًا وإنما هم قبائل وقرى)، بمعنى أنهم مجرد قبائل متنازعة يحيطون بواحة الديمقراطية إسرائيل، هكذا نحن في أيديولوجيته العنصرية الصهيونية التي تتجاهل حقيقة أن كل ما تعرض له العرب ودولهم من الفرات إلى المتوسط وشمال إفريقيا من حروب وتقسيم ومنازعات على مدى عقود طويلة هو بسبب وجود الكيان وحروبه ومؤامرات وحروب أمريكا وحلفاء الصهيونية الأشرار.

الحق يُقال إنه إذا كان هناك عدالة إنسانية أو بقايا من قانون دولي، فإن من يستحق الحظر في كل العالم هي الحركة الصهيونية التي أنجبت أيديولوجيا عنصرية وإقصائية لم تعرف البشرية مثلها منذ عصور، وتطبيقاتها في غزة والضفة تدفع كل من يدّعي غير ذلك.

وأخيرًا، قرار ترامب هو تدخل سافر في الشؤون الداخلية للعديد من الدول العربية ومحاولة إزاحة قرص النار إلى داخلها لجذب الأنظار بعيدًا عن واجب الدول ومنظمات الأمم المتحدة ومؤسساتها في ملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة ودعم المحاكمة الدولية لهم في لاهاي. فهذا أقل ما يجب فعله تجاه ضحايا حرب الإبادة والتطهير في غزة، التي طالت عشرات الآلاف من الأطفال وتركت عشرات الآلاف منهم بلا أذرع أو سيقان، بينما هدمت منازل الملايين من المدنيين وكل بيئتهم بسبب (تهمة) مقاومة الاحتلال التي أقرتها قوانين الأمم المتحدة وجميع المواثيق الإنسانية.