أبو زيد يكشف معلومات صادمة عن خلية الرمثا.. وعلاقتها باستشهاد راشد الزيود

 

قال الخبير العسكري نضال أبو زيد، إنّ العملية الأمنية في الرمثا، كما عكسها البيان الرسمي الصادر عن الناطق الإعلامي باسم الحكومة، تكشف عن مستوى احترافي استثنائي لدى الأجهزة الأمنية، وذلك من خلال قدرتها على تحديد زمان العملية ومكانها بدقة متناهية.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، أن الأجهزة الأمنية اخترقت مبكرا وعميقا بنية الخلية قبل شروع عناصرها في تنفيذ أي نشاط عملياتي محتمل، مضيفا أنّ المؤشرات كافة تُظهر أنّ الخلية كانت تحت الرصد والمتابعة لفترة ليست قصيرة، وهو ما مَكّن القوة الأمنية من امتلاك صورة استخبارية مكتملة حول تحركات عناصرها.

وبيّن أبو زيد أنّ التأخر المدروس في الوصول المباشر إلى الهدف – أي العنصرين الإرهابيين – لم يكن ناتجا عن صعوبة ميدانية، وإنما عن حرص متعمَّد لدى القوة الأمنية على تحييد والدتهما التي استخدموها درعا بشريا للحيلولة دون وصول القوة إليهم، غير أنّ الاحترافية العملياتية مكّنت الأجهزة من فصل المدني عن الإرهابي، وتحقيق السيطرة الكاملة دون إلحاق أي أذى بالأم، وهو ما يعكس مستوى عالٍ من الانضباط التكتيكي والمهارة في إدارة الاشتباك.

ونوّه إلى أنّ العنصرين المقتولين نشآ داخل بيئة ملوّثة أيديولوجيا، ترتبط مباشرة بسجل والدهما الذي كان جزءا من الأحداث المرتبطة بخلية إربد عام 2015، والذي كان أحد المتسببين باستشهاد الضابط راشد الزيود أثناء محاولة المداهمة آنذاك، وهذا الارتباط - كما يوضح - يشي بوجود امتداد أيديولوجي بين فكر الأب ومعتقدات الخلية الحالية، بما يؤكد أنّها نتاج تراكم فكري منحرف ترعرع داخل سياق عائلي مشبع بالتطرف.

وفي قراءته لسلوك العنصرين، شدد أبو زيد على أنّ رفضهما المطلق للاستسلام وذهابهما نحو خيار المواجهة المباشرة، يندرج ضمن نمط العقيدة القتالية للجماعات الإرهابية المتطرفة التي تتبنى ثنائية: "المواجهة حتى الموت" أو "الانتحار"، معتبرا ذلك دليلا إضافيا على أنّ الحدث عملية إرهابية كاملة الأركان.

وتوقف أبو زيد عند البعد التقني في العملية، مشيرا إلى أنّ الأجهزة الأمنية استعانت خلال المداهمة بتقنيات "الجيل السادس الأمني"، وهو ما ظهر جليا في توظيف الروبوتات التكتيكية والطائرات المسيّرة، كما ظهر في المقاطع المتداولة عبر وسائل التواصل، إذ رأى أنّ هذا الاستخدام النوعي يعكس تطورا مؤسسيا متسارعا في قدرة الدولة على إدارة العمليات عالية الحساسية ضمن بيئات حضرية معقدة.

ونبّه أبو زيد إلى خطورة وجود المدنيين في محيط العمليات الأمنية، معتبرا أنّ هذا العامل قد يؤدي – عبر التصوير والبث المباشر – إلى تسريب معلومات عملياتية حسّاسة قد تستفيد منها الخلية أو الجهات التي تقف خلفها، داعيا المواطنين إلى التحلّي بأعلى درجات الحذر والمسؤولية، وعدم تصوير التحركات الأمنية أو بثها، حفاظًا على سرية العمليات، وترسيخًا لحالة "التكامل الشعبي الأمني" التي اعتادها الأردنيون، والتي تشكّل – كما يختتم – أحد أهم عناصر قوة الدولة في مواجهة التهديدات الإرهابية.

تفاصيل البيان الأمني

أعلنت مديرية الأمن العام قد فجر الأربعاء أن قوة أمنية خاصة داهمت مساء الثلاثاء موقعا في لواء الرمثا يأوي الشقيقين المطلوبين، اللذين بادرا بإطلاق النار على القوة، ما أدى إلى إصابة ثلاثة من أفرادها.

وأكدت المديرية أن التعامل تم وفق قواعد الاشتباك، وأسفر عن قتل المطلوبين اللذين تحصنا داخل المنزل واستخدما والدتهما كدرع بشري، قبل أن تتمكن القوة من إبعادها دون تعرضها لأي أذى.

وأضافت أن عملية التفتيش انتهت بضبط أسلحة نارية وذخائر داخل الموقع.