حملة وطنية لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي
أعلنت شبكة مناهضة العنف الرقمي ضد الصحفيات في الأردن عن إطلاق حملة وطنية موسعة بالتزامن مع حملة "16 يومًا لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي"، التي تُقام هذا العام تحت شعار "ضع حدًّا للعنف الرقمي ضدّ جميع النساء والفتيات". تأتي هذه المبادرة لتعزيز الحماية الرقمية للصحفيات وإبراز أهمية توفير بيئة مهنية آمنة وداعمة في المؤسسات الإعلامية، في ظل التطور المتسارع للفضاء الرقمي ودوره الحيوي في العمل الصحفي.
وقالت الشبكة إن الحملة التي تبدأ في 25 نوفمبر وتستمر حتى 10 ديسمبر، تهدف إلى مواجهة العنف الرقمي الذي يشمل التهديدات، خطاب الكراهية، التشهير، والتحرش عبر المنصات الإلكترونية. وأكدت الشبكة أن هذه الممارسات تؤثر على شعور الصحفيات بالأمان وجودة العمل الصحفي والدور الحيوي للمرأة في الإعلام.
ونوهت الشبكة إلى أن وجود إجراءات واضحة داخل المؤسسات الإعلامية للتعامل مع العنف الرقمي أصبح ضرورة ملحة، ليس فقط لحماية بيئة العمل، بل لضمان قدرة الصحفيات على أداء مهامهن دون خوف أو ضغط إضافي. وأوضحت أن الحملة تركز على تعزيز الوعي باعتماد إجراءات داخلية تتناسب مع طبيعة العمل الرقمي، تشمل قناة آمنة للإبلاغ، جهة مختصة بمتابعة الحالات، ودعم نفسي وقانوني عند الحاجة.
وبينت الشبكة أن الحملة ستتضمن مواد توعوية تشمل قصصًا وتجارب واقعية لصحفيات أردنيات، ومحتوى بصريًا يوضح تأثير العنف الرقمي على العمل الصحفي، ورسائل موجهة للرأي العام حول أهمية التصدي لهذه الظاهرة. كما ستوفر أدوات إرشادية للمؤسسات الإعلامية لتطوير سياسات داخلية تراعي احتياجات بيئة العمل المحلية ومعايير السلامة الدولية.
تعزيز الشراكة مع المؤسسات الإعلامية لضمان بيئة رقمية آمنة
وأكدت الشبكة أن الحملة تنطلق بروح الشراكة والتعاون مع المؤسسات الإعلامية، مشيدة بالخطوات الإيجابية التي اتخذتها العديد من المؤسسات في الأردن خلال السنوات الماضية في التدريب ورفع الوعي وتحسين آليات التعامل مع العنف الرقمي. ولفتت إلى أن توفير بيئة إعلامية آمنة يدعم حضور المرأة في الإعلام ويضمن تنوعًا أكبر في الأصوات ووجهات النظر، ويعزز حرية التعبير ونزاهة وصول المعلومات للجمهور.
وقالت الشبكة إن العنف الرقمي لا يمس الصحفيات فحسب، بل يؤثر على المجتمع ككل، إذ يقلل من حضور أصوات النساء نتيجة الخوف من الاستهداف أو التشويه. ودعت جميع المؤسسات الإعلامية والصحفيات والصحفيين والمهتمين بحقوق الإعلام والحقوق الرقمية إلى متابعة فعاليات الحملة والمشاركة في النقاش حول بناء بيئة رقمية أكثر أمانًا.
ونوهت الشبكة إلى أنها توفر دعمًا مستمرًا للمؤسسات الراغبة في تطوير إجراءات داخلية، بما يشمل المواد التوعوية والدعم الفني والمعرفي خلال أيام الحملة وبعدها، لضمان سلامة الصحفيات واستدامة عملهن المهني.
مبادرة وطنية متخصصة لحماية الصحفيات في الأردن
وتعد شبكة مناهضة العنف الرقمي ضد الصحفيات أول مبادرة وطنية متخصصة تهدف لحماية الصحفيات والعاملات في الإعلام من العنف الرقمي وتعزيز سلامتهن في الفضاء الإلكتروني. تأسست الشبكة عام 2022، وتركز على بناء مظلة دعم مهني ونفسي ورقمي للصحفيات المستهدفات بهجمات إلكترونية أو حملات تشهير أو تحرّش أو تمييز قائم على النوع الاجتماعي.
وقالت الشبكة إن أنشطتها تشمل التدريب والتوعية والرصد والتوثيق والمناصرة، حيث نفذت برامج تدريبية متخصصة في شمال ووسط وجنوب الأردن، واستهدفت صحفيات لم تتلقَّ فرص تدريبية مسبقة في مجالات السلامة الرقمية وإدارة الهجمات الإلكترونية. وأكدت الشبكة تقديم دعم فوري للصحفيات عند التعرض لأي شكل من أشكال العنف الرقمي، بما في ذلك الإرشاد القانوني والدعم التقني والإحالة إلى جهات متخصصة للدعم النفسي والقانوني.
وبينت الشبكة أن منصتها الوطنية تعمل على تعزيز الحوار مع المؤسسات الإعلامية، وصناع القرار، والجهات الرسمية والمنظمات الدولية لتطوير سياسات حماية داخل غرف الأخبار، بما يضمن استمرارية صوت المرأة في الفضاء الصحفي ودعم حرية الإعلام وحق الجمهور في المعرفة.