كيف يمكن تغيير الذكريات واستخدامها لعلاج الاكتئاب والزهايمر
يسعى عالم الأعصاب الأمريكي ستيف راميريز، أستاذ العلوم النفسية وعلم الدماغ في جامعة بوسطن، إلى استكشاف كيفية تغيير الذكريات البشرية واستخدامها كأداة علاجية للأمراض النفسية والعصبية مثل الاكتئاب ومرض الزهايمر.
راميريز، الذي بدأ أبحاثه عام 2011 في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، نجح مع زميله الراحل شو ليو في تجربة رائدة على الفئران باستخدام تقنية علم البصريات الوراثي (Optogenetics)، حيث تمكن من إثارة ذكرى صادمة بشكل مصطنع عبر نبضات ضوئية، ما جعل الفأر يتجمد من الخوف. هذه التجربة شكلت نقطة تحول في فهم كيفية التحكم بالذاكرة.
وفي كتابه الجديد «كيف يمكن أن تغيّر ذاكرة – How to Change a Memory»، يوضح راميريز أن الذكريات الإيجابية قد تكون بمثابة "ترياق طبيعي للدماغ"، إذ يمكن تحفيزها بشكل موجّه لتخفيف آثار الصدمات النفسية أو تعزيز الصحة العقلية. ويؤكد أن الهدف هو تطوير طرق علاجية تساعد المرضى على استرجاع الذكريات الإيجابية أو تقليل تأثير الذكريات السلبية.
ويحذر راميريز من مخاطر إساءة استخدام هذه التكنولوجيا خارج الإطار الطبي، مشدداً على ضرورة أن تبقى في العيادات العلاجية فقط، لتجنب تحولها إلى وسيلة ترفيهية خطيرة. كما يرى أن التلاعب بالذاكرة يجب أن يكون موجهاً نحو استعادة الصحة، لا المتعة العابرة.
ويأمل الباحث أن تسهم هذه الدراسات في إيجاد علاجات مستقبلية تقلل من فقدان الذاكرة أو التدهور المعرفي، خاصة في حالات مثل الزهايمر، عبر تعزيز قدرة الدماغ على الوصول إلى الذكريات الإيجابية وحمايتها من التلاشي.