ترامب يريد إشعال العالم عبر أوكرانيا وغزة

 

قال الباحث في العلاقات الدولية والشأن الأمريكي الدكتور كمال الزغول إن المقاربة المطروحة للتسوية في أوكرانيا تحمل بنية ذهنية واستراتيجية تكاد تتطابق مع تلك التي طُرحت في غزة، سواء من حيث جوهر الإجراءات أو أهدافها العميقة.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن خطة غزة المؤلفة من 20 بندًا وخطة أوكرانيا ذات الـ28 بندًا تتقاطعان في المضمون، وتداران بالعقلية ذاتها، فهما خطط بلا نوافذ، تقوم على نزع السلاح، وإخراج القوى المقاتلة من مسرحها الجغرافي، ومنع بناء منظومات أمنية مستقلة، على حدّ وصفه.

وبيّن الزغول أن تقييد أوكرانيا ومنعها من الانضمام إلى حلف الناتو يشبه – من حيث الفلسفة الأمنية – محاولة تفريغ غزة من القوة العسكرية، معتبرًا أن ما يجري يعكس تحولًا واسعًا في الاستراتيجية الأمريكية، إلا أنه قد لا يكون قابلًا للاستمرار، لأن بنيته مؤقتة ومرتبطة بظروف سياسية داخلية أكثر منها رؤية دولية مستقرة.

وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يعيد صياغة مفهوم إدارة الصراعات الدولية عبر تحويل المعارك الكبرى إلى غزوات سياسية ضيقة، ويطلق على ذلك السلام بالقوة، معتبرًا أن هذا النهج ينتح تهدئة مؤقتة لا تتجاوز أربع سنوات، ما يعني – برأيه – أن العالم قد يقف أمام انفجار صراعات مؤجلة فور مغادرة ترمب البيت الأبيض، لأن ما يجري الآن فجوة استراتيجية سيملؤها اللاعبون الأكثر تيقظًا واستعدادًا.

وفي سياق الملف الأوكراني، قال الزغول إن فرص الحل السلمي لا تزال معقدة وصعبة، ليس فقط لأن أوكرانيا تقاتل وحدها ميدانيًا، وإنما لأن اللاعبين المحيطين بها ليسوا ضعفاء، مضيفًا أن الاتحاد الأوروبي ينظر إلى الحرب باعتبارها قضية أمن قومي مستقبلي، ولن يسمح بترك أوكرانيا مكشوفة أو خاضعة لتسوية تنتقص من موقعه الاستراتيجي.

ونوّه إلى أن الولايات المتحدة لا تستطيع فرض أي حل دون مراعاة مصالح الاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى أن هذه المهمة ستكون غاية في التعقيد بالنسبة لترمب، خصوصًا في ظل الطروحات التي تتضمن تنازلات جوهرية لروسيا، وهو ما قد يفتح الباب لصدام عميق بين واشنطن وحلفائها الأوروبيين حول شكل النظام الأمني الأوروبي في مرحلة ما بعد الحرب.