طالب جامعي أردني يكسر قلب والده.. إليك القصة

 

دكتور جامعي يكتب:

"طرق باب مكتبي في الجامعة يوما رجلٌ كبير في السن، يلبس ثيابًا رثة، وباهتة الألوان، تشهد على قسوة السنين...

صافحني بيده الخشنة، يدٌ كأنها قطعة خشبٍ شقّتها المواسم والأعمال الشاقة، وقال بصوت متعبٍ متقطع الأنفاس:

يا ابني… لي ولدٌ يدرس عندكم… اقترب تخرجه إن شاء الله… وجئت لأطمن عليه...

قلت بحرارةٍ وودّ: حيّاك الله يا عم… إجلس، ما اسمه؟

ذكر لي الاسم، فأجبته: ولا يهمّك… نشرب الشاي، وأتواصل الآن مع القبول والتسجيل...

اتصلتُ بمدير القبول والتسجيل، أطلب منه تقريرًا عن الطالب، وما إن وصلني حتى كادت الكلمات تسقط من يدي...

الطالب في سنته الرابعة، 127 ساعة مسجّلة، ولم ينجح سوى بـ 60 ساعة فقط!

وقفتُ مصدوما... كيف سأقول ذلك للرجل الذي أكلته السنين، وأنهكته الحياة، ولم يبقَ له بعد الله سوى أملٍ في ولدٍ ظنَّه قارب النجاة؟!

إن كان الخبر ثقيلاً عليّ، فكيف سيسقط على قلبه هو؟

جمعت شجاعتي وقلت له بلطفٍ ينزف: يا عم، لنتحدث بصراحة، ابنك متعثر جدًا...

فما إن سمع الكلمات حتى وضع يده على صدره، ثم شقّ قميصه القديم بمرارةٍ موجعة، وبكى بكاءً يشقّ الحجر، ويمسح دموعه بكفين خشنين، حتى خشيت أن يجرح بهما وجهه من شدة ما فيهما من تعب الحياة...

يا الله.. كيف يحتمل أبٌ هذا المشهد؟.. وكيف يهون على شاب أن يخدع رجلاً أفنى عمره لأجل إسناد ولده على قدميه؟

كيف يغيب عن عقول هؤلاء الأولاد أن خلف كل قسطٍ مدفوع، وكل يوم دراسة، رجلًا يتنفس بصعوبة، ويعمل تحت الشمس، ويُغالب الدنيا كي لا يمدّ يده لأحد، ويبقى ولده عزيزا؟"

إياكم أن تكسروا هذه القلوب..