وثيقة تكشف تفاصيل جديدة حول زيت الزيتون المغشوش

 

كشفت وثيقة رسمية تفاصيل جديدة عن معصرة الزيتون في محافظة إربد التي تمت مداهمتها ليلة الأحد – الإثنين، بعد ضبط كميات كبيرة من زيت الزيتون المغشوش داخلها.

وقالت الوثيقة، التي اطلعت عليها صحيفة أخبار الأردن الإلكترونية، إن المعصرة حصلت على ترخيص استثنائي بتاريخ 13 -11- 2024، بموافقة من وزير سابق، وهو ما أثار تساؤلات حول ظروف منح الترخيص وآليات الرقابة عليها.

وأوضحت الوثيقة أنه أثناء المداهمة، تم العثور على ديدان داخل خزانات المياه المستخدمة في عملية العصر، إضافة إلى ضبط تنكات زيت فارغة لا تحمل أي معلومات تعريفية، فضلا عن تنك يحمل أسماء معاصر أخرى، في مؤشر واضح على وجود تلاعب في مصدر الزيت.

كما تم العثور على تنك فارغ سعة 8 كيلوغرامات يحتوي على بقايا مادة زيت قلي، وبعد الفحص المخبري تبين أن الزيت المستخدم مغشوش، حيث تم التحفظ على الكميات المضبوطة لاستكمال التحقيقات اللازمة.

وقال مصدر أمني إن الأجهزة المختصة في محافظة إربد داهمت الموقع بعد ورود معلومات مؤكدة حول وجود عمليات خلط لزيت القلي منخفض الجودة بمواد أخرى وبيعه للمواطنين على أنه زيت زيتون بكر، مشيرا إلى أن التحقيقات جارية مع مالك المعصرة وعدد من العاملين فيها.

ضبط شبكة لغش الزيت والتحفظ على 250 تنكة

وفي سياق متصل، واصلت الأجهزة الأمنية في محافظة جرش حملاتها المكثفة تنفيذا لتوجيهات وزير الداخلية، وبتنسيق مباشر بين المحافظ الدكتور مالك خريسات ومديرية الشرطة، بهدف حماية سمعة زيت الزيتون الأردني وضمان جودته محليا وعالميا.

وقال المحافظ خريسات إن الأجهزة الأمنية نفذت حملة نوعية بالتعاون مع وحدات البحث الجنائي والأمن الوقائي وقوات الدرك، استهدفت أحد الشاليهات في المحافظة بعد ورود معلومات عن نشاطات مشبوهة تتعلق بغش الزيت، مضيفا أن الحملة أسفرت عن ضبط شبكة متخصصة في تخزين وتصنيع الزيت المغشوش بطرق غير قانونية.

وأكد خريسات أنه تم العثور على خزانات تستخدم في عمليات التعبئة والتصنيع، إلى جانب ضبط نحو 250 تنكة من الزيت المغشوش، وعدد من المركبات التي كانت تستعمل في النقل والتوزيع، موضحا أنه جرى توقيف ستة أشخاص متورطين تمهيدا لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.

وأشار إلى أن التنسيق بين الأجهزة الأمنية والنيابة العامة ساهم في تسريع عمليات الضبط والتحقيق، مثمنا الجهود الكبيرة التي تبذلها شرطة جرش في مكافحة الغش التجاري وحماية المنتج الوطني.

تحذيرات رسمية ودعوة للمواطنين إلى الحذر

وأكد المحافظ أن غش زيت الزيتون لا يعد مخالفة تجارية فحسب، بل يمثل خيانة للأرض والمزارع الأردني، مشددا على استمرار الحملات الأمنية لملاحقة كل من يعبث بهذا المنتج الوطني الذي يمثل جزءا من هوية الأردن واقتصاده الزراعي.

ونوه خريسات إلى أن زيت الزيتون في جرش يعد من أجود الأنواع في المملكة، ويشكل ثروة وطنية يجب الحفاظ عليها من أي تلاعب، داعيا المواطنين إلى شراء الزيت من مصادر موثوقة ومعاصر مرخصة فقط، وتجنب العروض المضللة المنتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وبين أن الحملات الرقابية ستستمر طوال موسم الزيت لضمان الالتزام الكامل بشروط الصحة والسلامة العامة، مؤكدا أن الأجهزة الأمنية لن تتهاون مع أي جهة تحاول الإضرار بجودة زيت الزيتون الأردني أو سمعته في الأسواق المحلية والعالمية.