الدباس يكتب: رسالة ملكية .. إلى حزب جبهة العمل الإسلامي وإلى الخارج؟
محمود عواد الدباس
استمعت ظهيرة هذا اليوم الأحد إلى الخطاب الملكي في افتتاح الدورة البرلمانية الجديدة لمجلس الأمة. ثمة ملاحظتان اثنتان أريد التوقف عندهما في هذه المقالة.
الملاحظة الأولى: أن مدة الخطاب هذه المرة كانت أطول قليلاً من مدة الخطاب في افتتاح الدورة البرلمانية السابقة. لعل السبب في ذلك أن حجم الرسائل السياسية المراد إيصالها للداخل والخارج في هذه المرة أكثر من المرة الماضية. أنتقل إلى الملاحظة الثانية، وهي الأهم من حيث التوقف عند مضمون الرسائل السياسية التي تضمنها الخطاب الملكي. الرسالة الأولى تتعلق بمراجعة منظومة التحديث السياسي بما يخص العمل الحزبي، نحو أن يكون مكرساً لخدمة الوطن، ولا شيء غير الوطن.
هنا أقول و حسب اجتهادي السياسي، فإن تلك الرسالة موجهة إلى حزب جبهة العمل الإسلامي، نتيجة ارتباط الحزب أو مرجعيته السياسية الأم بعدد من القضايا الإشكالية أو الأمنية خلال السنتين الأخيرتين.
2/3
أذهب نحو الرسالة الثانية، وهي اعتراف الملك عبدالله الثاني بأنه قلق، لكنه لا يخاف إلا الله. هذه الرسالة، وحسب اجتهادي السياسي، فهي موجهة إلى الخارج.
بكل تأكيد نحن نعي تماماً أن الملك عبدالله الثاني قلق على مستقبل الأردن، خشية أن يكون هناك حلّ سياسي للقضية الفلسطينية على حسابه ، وحيث إنه وعلى صعيد متصل يرفض تلك الطروحات منذ عقود متتالية، فهو يدرك أنه كان ولا يزال مستهدفاً إعلامياً من الخصوم السياسيين من تنظيمات أو دول، على المستويين الإقليمي، وخاصة إسرائيل، وهناك أيضاً الخصوم الدوليون. لذلك قال إنه لا يخشى إلا الله، إضافة إلى الإسناد الكبير الذي يتسلح به وهو الدعم الشعبي له في هذا الموضوع.
3/3
ختاماً، حسناً جداً أسلوب الصراحة العالية جداً هذه المرة، الذي تحدث به الملك عبدالله الثاني من مجلس الأمة، متأملاً أن تكون ردة الفعل الإيجابية جداً التي جاءت من الشعب الأردني تجاه خطابه في مجلس الأمة أنها قد قللت قلقه، حيث إن الشعب قال له: نحن معك.