خبير اقتصادي: 80% من رواتب الأردنيين تتبخر خلال 3 أيام
كشف المحلل الاقتصادي بسام الزعبي أن معظم الأردنيين يواجهون ضغوطا معيشية خانقة تؤدي إلى نفاد رواتبهم خلال الأيام الأولى من الشهر، نتيجة الالتزامات الثابتة والأقساط الشهرية التي تُرهق الدخل المحدود.
وقال الزعبي، خلال حديثه لبرنامج صوت حياة عبر إذاعة حياة إف إم، إن الدخل الشهري غالبا ما يكون موزعا بالكامل قبل أن يصل إلى صاحبه، مؤكدا وجود إجماع على أن الضغوط الاقتصادية الحالية تؤدي إلى اختفاء الراتب قبل موعد الراتب التالي بفترة طويلة.
وأضاف أن “المواطن المتفائل بأن راتبه يصمد لأسبوعين يعتبر في وضع ممتاز جدا”، موضحا أن الأردنيين ينفقون ما بين 70% إلى 80% من رواتبهم خلال الأيام الثلاثة الأولى من كل شهر بسبب الالتزامات الثابتة التي لا يمكن تأجيلها، مثل إيجار السكن، وفواتير الخدمات، وأقساط القروض.
التزامات لا مفر منها وسلوكيات تثقل الكاهل
وبيّن الزعبي أن ما يفرض على المواطن الأردني يأتي من جانبين رئيسيين؛ الأول متطلبات الواقع كالإيجارات وأقساط السيارات والقروض، والثاني السلوكيات الاجتماعية التي تدفع البعض للإنفاق فوق طاقتهم، مثل المبالغة في المظاهر أو السعي لاقتناء سيارات حديثة أو تسجيل الأبناء في مدارس باهظة الكلفة.
وأشار إلى أن دراسة حديثة أظهرت أن ما بين 60% إلى 65% من الأردنيين ملتزمون بأقساط شهرية، وهي التزامات لا يمكن التهرب منها، ما يجعل إدارة الدخل مسألة بالغة الصعوبة.
الحد الأدنى للأجور لا يعكس الواقع
وحول الحد الأدنى للأجور البالغ 290 دينارا، أوضح الزعبي أنه لا يعكس الواقع المعيشي في الأردن، لكنه لفت إلى أن هذا الملف لا يشهد حاليا أي بحث جاد سواء من قبل الحكومة أو القطاع الخاص.
وأكد الخبير الاقتصادي أهمية إدارة الدخل وفق الإمكانيات الواقعية، داعيا المواطنين إلى تجنب المقارنات والضغوط الاجتماعية التي تدفعهم للإنفاق الزائد، ومشددا على أن التوازن بين الدخل والإنفاق أصبح ضرورة للحفاظ على الاستقرار المالي للأسر الأردنية.