البراري يكتب: عندما يخدمك العدو من حيث لا يدري!
حسن البراري
طبعا ثبات الفلسطينيين على أرضهم هو الرصيد الإستراتيجي للقضية برمتها. لكن، من المفارقات العجيبة أن أكثر من خدم القضية الفلسطينية في السنوات الأخيرة هم ألد أعدائها.
فبصعود سموتريتش وبن غفير وبتطرفهما الأعمى وتصريحاتهما العنصرية كشفا أمام العالم الوجه الحقيقي للمشروع الصهيوني القائم على الكراهية والإقصاء ونفي الآخر. لقد فعلا في أشهر قليلة ما عجزت الدبلوماسية الفلسطينية والعربية عن فعله لعقود، إذ جرّدا إسرائيل من أقنعتها الليبرالية وأعادا القضية الفلسطينية إلى صدارة الرأي العام العالمي بوصفها قضية عدالة وحرية، لا مجرد صراع سياسي. وبقدر ما سعيا إلى طمس الفلسطينيين، أسهما في إحياء قضيتهم من جديد.
وحتى أكون منصفًا، هناك ثمن باهظ دفعه الفلسطينيون، وأي مكسب في الرأي العام الدولي مرده بالدرجة الاولى إلى ما يقوم به الاحتلال وليس نتاج تخطيط عربي أو فلسطيني.
من خلال متابعتي اليومية لكبريات الصحف وأكثرهن اتزانا ومصداقية في الولايات المتحدة والغرب عموما، كان لافتًا خسارة إسرائيل أحد أهم اسلحتها التاريخية: الحصانة الصحفية، فانتقاد اسرائيل وكشف يمينها الأصولي المتطرف لم يعد من التابوهات المقدسة بل ممارسة تكاد تكون يومية.
الجيل زد في الغرب؟١ نعم، لكنني لم أعثر على الجيل زد في دولة الكيان بعد! أقرأ الصحف العبرية يوميا أيضا ولا أقرأ مجرد الأخبار الرئيسية بل أقلب الصفحات الداخلية لعلي أعثر على جيل زد الإسرائيلي وكيف تم تشكيله وكيف يمكن أن يلعب دورا في قادم الأيام.
هل يمكن البناء على ذلك؟
هل يمكن توحيد الجميع تحت هدف استراتيجي واحد متفق عليه لا يقبل المزايدات؟
وهل يمكن ايقاف التنافس السيريالي على وهم السلطة؟
والأهم، هل يمكن تسخير الإمكانات الحقيقية لخدمة هذا الهدف السامي: التحرير! وهنا أتحدث عربيا!
هل ندرك أهمية السردية وبالتالي نخرج بخطاب بفهمه العالم؟! خطاب قائم على القيم الانسانية مثل رفض الاحتلال ونبذ العنصرية والقبول بالتعددية والابتعاد عن خطاب الكراهية والمظلوميات المتخيلة!
لبعض في الأردن رفع صوته عاليا في منتقدا أهمية السردية الأردنية مثلا، لكن ذلك كان في سياق مناكفة كل ما هو رسمي من دون فهم لماذا!