من التحالف إلى العزلة.. هل خسر نتنياهو رهانه على “شرق أوسط جديد”؟
بعد عامين من هجوم السابع من أكتوبر 2023، يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواجه واقعًا مختلفًا تمامًا عن وعوده، إذ تحوّل موقع إسرائيل من محور يُفترض أنه منتصر إلى دولة محاطة بجبهات متوترة وتحالفات مائعة، وبيئة إقليمية يُنظر إليها كمصدر تهديد لا كشريك محتمل.
تحالفات مؤقتة وهشة
تفاخر نتنياهو بإسقاط نظام بشار الأسد نهاية 2024، إلا أن الواقع السوري الحالي يكشف هشاشة هذا الإنجاز، فالنظام الجديد بقيادة أحمد الشرع، المدعوم من تحالف غربي-عربي، لا يزال يفتقر إلى الاستقرار الداخلي والشرعية، بينما تمارس القوى الداعمة له ضغوطًا متباينة، ما يضع "انتصارات إسرائيل" على أرضٍ رخوة.
في لبنان، ورغم ضربة مقتل حسن نصر الله وانقطاع الخط الإيراني، لا يزال حزب الله متجذرًا في البنية الاجتماعية والسياسية، ما يجعل أي محاولة لعزله بالقوة محفوفة بخطر اندلاع حرب أهلية جديدة، خصوصًا في ظل انهيار اقتصادي غير مسبوق.
الخصم الإيراني لم يُهزم
الضربات الإسرائيلية للمنشآت الإيرانية لم تُنهِ التهديد الإيراني، فطهران أعادت التموضع ودعمت الحوثيين في اليمن، وحافظت على نفوذها السياسي داخل العراق، كما أصرّت على تخصيب اليورانيوم، ما يزيد من تسارع سباق تسلح نووي محتمل ويقلل من رصيد الردع الإسرائيلي.
من التطبيع إلى العزلة
قبل أيام من هجوم "طوفان الأقصى"، كان نتنياهو يطمح إلى وضع إسرائيل على أعتاب "سلام تاريخي"، إلا أن ما أسفرت عنه الحرب الطويلة هو تراجع مكانة إسرائيل الدولية واعتبارها دولة منبوذة في المحافل الأكاديمية والثقافية، مع تآكل التحالفات المؤقتة وضغط الرأي العام العالمي على الدعم الغربي.
النتيجة، بحسب صحيفة "هآرتس"، أن ما وصفه نتنياهو بـ"تغيير وجه الشرق الأوسط" كان مجرد أوهام معاد تدويرها، والشرق الأوسط الجديد يبدو أكثر توترًا وسلّحًا، فيما إسرائيل تجد نفسها في عزلة متزايدة.