غرايبة يكتب: يمضي الرجال ويبقى السراب

 

إبراهيم غرايبة

قصة الصديق يوسف الربابعة والأصدقاء الذين تخلوا عن القضايا العظمى والكبرى مناسبة للحديث عن ظاهرة أردنية عجيبة. لا يمكنك الحديث عن قضايا المواطنين الأساسية، التعليم والصحة ولتمويل والبنوك والتأمين والاتصالات والنقل والغذاء والدواء. لكن في مقدورك أن تكون بطلا تتصدى للاحتلال والصهيونية والقوى العظمى وتعمل لأجل الوحدة العربية والإسلامية وتطبيق الشريعة الإسلامية المطبقة اليوم أكثر من أي عصر مضى. ومقاومة التطبيع (مش أي تطبيع) بل وتعمل لأجل تدمير الولايات المتحدة الأمريكية واسرائيل والعولمة والرأسمالية والولايات المتحدة الميكرونيزية، وتنتقد في السياسة كما تشاء.

أتذكر عندما كنت أكتب في الصحافة (الله يرحم الصحافة كما يرحم الزراعة والتعليم والنقل والصحة والغذاء وحماية المستهلك) كان أصعب شي تكتب عن الأجور أو الاتصالات أو الإساءة إلى الأطفال،.. ما كان يظن أنه اعتداء أو إساءة للسياسات والقيم السياسية الكبرى كان يمر بسلام، لكن تفقد مكانك ومكانتك إذا تحدثت عن أجور الأطباء. وهذا حدث معي حرفيا.

وأود بهذه المناسبة أن أذكر بخير الزميلة جمانة غنيمات التي كانت على الأقل حسب معرفتي بها تبذل جهدا مشكورا وطيبا لأجل التصدي لقضايا المواطن وتلاقي في ذلك صعوبات وتحديات. على العموم الصحافة كلها تهشمت وانضمت الى الزراعة والتعليم والنقل وكل الأشياء الصغيرة والتافهة .. لكن سوف يبقى ذلك العمل العظيم الذي لا نفهمه أني ويوسف ورفاق آخرون وهم ليسوا قليل ويزيدون.