صواريخ "توماهوك".. واشنطن تُعيد رسم قواعد اللعبة في مواجهة موسكو

 

بدأت إدارة البيت الأبيض دراسة جدية حول إمكانية تزويد أوكرانيا بصواريخ "توماهوك" بعيدة المدى، في خطوة وصفتها موسكو بأنها "مرحلة جديدة من التصعيد".

وكشفت مصادر متعددة، أبرزها "فورين بوليسي"، أن هذه الخطوة تأتي بعد أقل من شهرين من القمة الودية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا، وتشكل تحولًا إستراتيجيًا وسياسيًا بارزًا لإدارة كانت مترددة سابقًا بشأن فرص كييف في الحرب ضد روسيا.

ويشير خبراء عسكريون إلى أن صواريخ "توماهوك" ستمنح أوكرانيا دعمًا هجوميًا إضافيًا في ضرب البنى التحتية النفطية الروسية، التي أثبتت الطائرات المسيّرة فعاليتها جزئيًا في تقليص الطاقة الإنتاجية لمصافي روسيا بنحو خمس حجم الإنتاج.

ومع وجود رأس حربي يزن 1000 رطل، تعد هذه الصواريخ أكبر بكثير من الطائرات المسيّرة الأوكرانية، كما أن صواريخ "فلمنغو" الأوكرانية المشابهة ما تزال محدودة وغير مجربة بشكل كامل، ما يمنح "توماهوك" ميزة دقيقة في استهداف الأهداف النفطية الحيوية، ويزيد الضغط على ميزانية روسيا المعتمدة على عائدات الطاقة.

أما من الجانب الأمريكي، فتمتلك واشنطن مخزونًا ضخمًا من صواريخ "توماهوك" منذ الثمانينيات يصل إلى حوالي 9 آلاف صاروخ، وبعضها يقترب من نهاية عمره الافتراضي، ما يجعل إرسالها إلى أوكرانيا خطوة عملية لاستغلال هذه الذخائر قبل انتهاء صلاحيتها، مع إمكانية تخصيص نحو 200 صاروخ دون التأثير على جاهزية القوات الأمريكية.

لكن الخطة تواجه تحديات تقنية وعسكرية، إذ صممت الصواريخ للإطلاق من السفن، ما يستلزم ابتكار حلول برية من قبل كييف، كما أن بعض مسؤولي البنتاغون قلقون من أن هذه الخطوة قد تقلل قدرة الولايات المتحدة على مواجهة التحديات المستقبلية في المحيط الهادئ، خاصة في مواجهة الصين.

ويحذر محللون من أن تزويد أوكرانيا بصواريخ "توماهوك" قد يثير حفيظة موسكو ويزيد من احتمالات التصعيد الإقليمي، رغم الفوائد التكتيكية المحتملة التي تمنحها هذه الصواريخ لأوكرانيا في مواجهة الأهداف الاقتصادية الروسية، مؤكدين أن هذه الخطوة تمثل مزيجًا من الفرص العسكرية والمخاطر السياسية والدبلوماسية.