في اكتشاف علمي مثير، أكدت دراسة دولية حديثة أن اعتماد نظام غذائي صحي ومستدام على نطاق عالمي يمكن أن يمنع نحو 40 ألف حالة وفاة يوميًا، ويساهم في خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري إلى النصف، فضلًا عن تقليص فجوات الفقر والتفاوت الغذائي حول العالم.

ووفقًا لتقرير أعدّته لجنة "إيت-لانسيت" (EAT-Lancet) التي تضم 70 خبيرًا دوليًا في مجالات التغذية والمناخ والزراعة والصحة العامة من أكثر من 35 دولة، فإن النظام الغذائي المقترح — والذي يُعرف باسم "النظام الغذائي الصحي للكوكب" (Planetary Health Diet) — يشكل الحل الأمثل لمواجهة أزمات الغذاء والمناخ المتفاقمة.

وأوضح التقرير أن ثلث سكان العالم لا يحصلون على ما يكفي من الغذاء يوميًا، في حين يعاني أكثر من 40% من البالغين من السمنة أو زيادة الوزن، ما يجعل من إعادة هيكلة أنظمة إنتاج الغذاء أولوية عالمية.

ويعتمد النظام الغذائي الجديد بشكل رئيسي على المصادر النباتية مثل الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة والبقوليات والمكسرات، إلى جانب كميات معتدلة من الأسماك والمأكولات البحرية والدواجن ومنتجات الألبان، مع تقليل اللحوم الحمراء إلى حصة واحدة أسبوعيًا فقط، والحد من استهلاك السكر والأطعمة فائقة التصنيع.

وأشار العلماء إلى أن هذا النظام لا يهدف فقط إلى تعزيز صحة الإنسان، بل أيضًا إلى حماية كوكب الأرض من التدهور البيئي والتغير المناخي، مع الحفاظ على التنوع البيولوجي وضمان العدالة الغذائية بين الشعوب.

وكانت اللجنة قد نشرت أولى نتائجها في مجلة "لانسيت" عام 2019، لتصبح من أكثر الدراسات العلمية تأثيرًا واستشهادًا في العالم، فيما جدّد الخبراء في تحديثهم الأخير الدعوة لتبنّي هذا النظام الغذائي "قبل فوات الأوان".