خطة ترامب وثيقة إذعان تستهدف تصفية الهوية الوطنية الفلسطينية
قال أستاذ العلاقات الدولية في واشنطن، الدكتور عصام صيام، إن ما يُسمى بـ "خطة السلام" التي قدّمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليست سوى "وثيقة إذعان" لا تنطبق عليها أي من مواصفات التسويات السياسية.
وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أنها تجاوزت الطرف الفلسطيني وتجاهلت الأدوار الإقليمية لقطر ومصر، ما يجعلها محاولة لفرض إملاءات تستغل هشاشة الموقفين العربي والتركي والوضع المأساوي في غزة بعد سنوات من الحرب.
وبيّن صيام أن الوثيقة في جوهرها صيغت بيد بنيامين نتنياهو، الذي استوحاها من مذكرات الاستسلام التاريخية، فيما قام ترامب بتسويقها للوفد العربي من باب منع ضم الضفة الغربية، في مقابل التضحية بقطاع غزة، وهو ما يتناقض مع أبسط معايير المشروع الوطني الفلسطيني.
وأشار إلى أن إسرائيل شرعت فعليًا منذ عام تقريبًا في تنفيذ ما يُعرف بـ"الضم الصامت"، عبر تكثيف الاستيطان ومصادرة الأراضي الفلسطينية، وبناء آلاف الوحدات السكنية، إلى جانب التضييق الاقتصادي على السلطة الفلسطينية باحتجاز أموال المقاصة، وإغلاق معبر الكرامة بصورة متكررة، في رسالة واضحة بأن السيادة على الضفة الغربية حصرية بيدها.
ونوّه صيام إلى أن وثيقة ترامب تسعى كذلك إلى توسيع دائرة "اتفاقيات أبراهام"، وفك عزلة إسرائيل الدولية، وإلغاء مذكرات التوقيف بحق قادتها، فضلًا عن ترسيخ فكرة تفوقها الإقليمي، معتبرًا أن الخطر الأبرز يتمثل في مساعيها إلى طمس الهوية الوطنية الفلسطينية وإعادة إنتاج نموذج الانتداب البريطاني عبر طرح فكرة إدارة دولية لقطاع غزة.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن الضمانات الأمريكية في عهد ترامب لا تحمل أي قيمة، نظرًا لتواطئه مع إسرائيل في حربها على غزة، لافتًا إلى أن التعديلات التي قدّمتها حركة "حماس" على الوثيقة تمثل عاملًا حاسمًا لإفشالها، والإبقاء على الوضع الراهن حتى تفرض التطورات المقبلة معادلات جديدة.