العدوان يكتب: خطة تكافئ المحتل وتعاقب الشعب

 

 

طاهر العدوان

خطة ترمب - نتنياهو تفرض نتائج حرب الإبادة على شعب غزة وتمهّد الطريق لتصفية القطاع وقلب الأرض في الضفة لتكون شبكة استيطان شاملة لتصفية القضية الفلسطينية ونقطة انطلاق لشرق أوسط جديد كما يريد المجرم السفاح نتنياهو. يا إلهي... بعد كل هذه الضحايا تُوضع خطة ليس فيها سطر واحد يشير إلى معاقبة المجرم المعتدي حتى بإجباره على دفع ثمن يساوي بعض جرائمه؟! أو محاسبته اقتصاديًا وسياسيًا على حرب إبادة يقوم بها منذ عامين ضد غزة التي فعل بها ما لم تفعله قنابل أمريكا بهيروشيما ونجازاكي. جرائم الكيان الاستعماري العنصري التي ضجّت لها ضمائر شعوب الأرض جميعًا!

خطة... كل ما فيها إضافة سلسلة عقوبات جديدة على الضحية، بل وما ينزع الشرعية عن مبدأ حق المقاومة الذي أقرته جميع المواثيق الأممية والإنسانية. خطة تكافئ المحتل وتعاقب الشعب الذي ضحّى بعشرات بل بمئات الآلاف من الشهداء—من أطفالهم ورجالهم—بين قصف الطائرات والتجويع والقتل المتعمد. خطة ترمب والسفاح نتنياهو إهانة لكل هذه التضحيات العظيمة والأسطورية للغزيين، أصل الصبر وأهل الصمود، ولا تليق أبدًا بتضحياتهم العظيمة.

أخيرًا، عودوا لتاريخ قادة العدو وكيفية استخدامهم للاتفاقيات بقبولها ثم نقضها وتوظيفها كجسر لارتكاب مذابح جديدة وحروب تدميرية في سلسلة لا تتوقف. هذا الحال كان مع حكومات صهيونية وصُفِّت بالمعتدلة، فكيف إذا كان الحال مع خطة وضعها نتنياهو وعصابته الأشد إجرامًا في التاريخ الحديث؟!

ولمن يقول: ما البديل؟ لكم في شجاعة بحّارة أسطول كسر الحصار العالمي مثالًا لنصرة غزة بالأفعال لا بالأقوال، وما تفعله حكومة إسبانيا وشعب جنوة الإيطالي مثال على المسرح العالمي لنبل المواقف وصدقها واستعدادها للتضحية نصرةً للحق والعدالة. بمثل هذه المواقف والأفعال يُفك الحصار وتتخذ الخطوات والقرارات التي تحاسب العدو على جرائمه وتردعه وتحاصره بدل مكافأته وتغطية حربه الملعونة.