حرب طاحنة في الشرق الأوسط.. وهذه مؤشراتها وأطرافها
تشير التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط إلى تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران، بما قد يمهد لمسار تصادمي جديد أشد عنفا وتدميرا من النزاعات السابقة، وفق وسائل إعلام عبرية.
وقالت صحيفة "إسرائيل هيوم" إن الجهود الدبلوماسية وصلت إلى طريق مسدود، ما يعزز احتمال اندلاع مواجهة جديدة، محذرة من ألا تستهين إسرائيل بالقوة المستترة للجمهورية الإسلامية، التي أثبتت مرارا صلابتها ومرونتها أمام الضغوط الدولية.
وأضافت الصحيفة أن الحرب الأخيرة التي استمرت اثني عشر يوما أعطت الكثيرين في إسرائيل انطباعا بـ"الانتصار"، حيث تلقت إيران ضربات قوية، وعُرقلت جهودها النووية بشكل مؤقت. لكن طهران ترى في صمود النظام وتعافيه السريع، واستبدال الشخصيات التي اغتيلت خلال 24 ساعة، دليلا على متانة النظام ونجاحه في مواجهة الضغوط.
وذكرت الصحيفة أن إيران تركز حاليا على تحديث ترسانتها الصاروخية وتعزيز دفاعاتها، وتجري تجارب شبه يومية للصواريخ، مؤكدة استعدادها لتنفيذ ضربات استباقية إذا شعرت بأن إسرائيل ستهاجم. كما تسعى للحصول على أنظمة دفاع جوي متطورة من موسكو وبكين لتعويض الخسائر السابقة.
وعلى الجانب الإسرائيلي، كانت عملية "الأسد الصاعد" مدعومة أمريكيا بشكل غير مسبوق، شملت نشر صواريخ اعتراضية متقدمة من طراز ثاد بقيمة 800 مليون دولار، وحققت إسرائيل ميزة المفاجأة وقدرات هجومية متطورة.
لكن الصحيفة حذرت من أن الجولة القادمة قد تختلف، نظرا لاستعداد إيران العالي، وانشغال الإدارة الأمريكية بأزمات خارجية، ما يقلل من وضوح الدعم الأمريكي لإسرائيل. وقد يؤدي الجمع بين القدرة الإيرانية والتردد الأمريكي إلى صراع طويل الأمد، مع احتمال تكبد إسرائيل خسائر كبيرة نتيجة عمق إيران الجغرافي وخبرتها العسكرية.
واختتمت الصحيفة بالتأكيد أن أي حرب جديدة ستبدأ بعنف أكبر، وستسعى إيران لإلحاق أضرار جسيمة بالجبهة الداخلية الإسرائيلية، مع ارتفاع مخاطر النزاع سريعا بسبب انهيار الدبلوماسية وإصرار إيران على استئناف برنامجها النووي، وسط استعداد إسرائيل لهجوم جديد.