خطير حول حدث "الشرق الأوسط" الاستثنائي

 

 

قال الخبير الأمني والاستراتيجي الدكتور عمر الرداد إنّ التسريبات الأخيرة تؤكد أن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وبعد أن جرى إدخال تعديلات عربية عليها وأخرى من المفترض أن تُبحث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال لقائهما المرتقب يوم الاثنين، باتت أقرب إلى دخول حيّز التنفيذ، مشيرةً إلى أن احتمالية خروجها إلى النور تبدو هي الراجحة في هذه المرحلة.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن نتنياهو، ورغم إدراكه أن واشنطن وحلفاءها العرب يسعون إلى تثبيت هذه الخطة سريعًا، سيحاول المماطلة في إقرار وقف إطلاق النار، بذريعة الحاجة إلى مواصلة الضغط العسكري على حركة حماس، واستكمال العمليات الرامية ـ وفق زعمه ـ إلى إنهاء حضورها العسكري والسياسي على حد سواء.

وبيّن الرداد أنه في حال جرى التوافق النهائي على الصفقة، وهو احتمال مرجّح في ضوء رغبة ترامب الجامحة بتسجيل انتصار استراتيجي في الشرق الأوسط، بما يرضي حلفاءه العرب وتركيا ويعزز أوراقه في الداخل الأميركي، فإن السؤال الأبرز يتمحور حول الثمن الذي سيجنيه نتنياهو جراء تقديم تنازل محسوب لصالح البيت الأبيض.

ولفت الانتباه إلى أن نتنياهو، الذي يدرك أن وقف الحرب يفتح الباب واسعًا أمام محاكمته داخليًا، يسعى في الوقت ذاته إلى صناعة مشهد أمني جديد يتيح له خوض الانتخابات المقبلة في أجواء متوترة، تظهر إسرائيل وكأنها في مواجهة تهديدات وجودية، سواء كانت واقعية أو مُفتعلة.

ونوّه الرداد إلى أن السياقات الراهنة تمنحه مبررات للذهاب نحو خيارات تصعيدية، فقد يتجه إلى فتح جبهة مباشرة مع إيران، أو توجيه ضربة عسكرية لحزب الله في بيروت، لا سيما في ظل تجديد العقوبات الأميركية على طهران وتصاعد التوترات في الداخل اللبناني إثر فشل محاولات دفع الحزب لتسليم سلاحه للدولة.

وأردف أن الضفة الغربية تبقى جبهة مفتوحة على احتمالات متعددة، يمكن لنتنياهو أن يوظفها في أي لحظة لتغذية موجات تصعيد جديدة، بما يخدم أهدافه السياسية ويمنحه أوراق ضغط إضافية في مواجهة خصومه الداخليين والخارجيين على حد سواء.