هكذا قدّم عباس لإسرائيل طبق من ذهب

 

قال الخبير العسكري محمد المغاربة إن ما ورد في خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشأن حركة حماس والمقاومة وأحداث السابع من أكتوبر، إضافة إلى إعلانه المضي في خيار نزع السلاح، ثم المماطلة في إجراء الانتخابات وتسييرها وفق رؤيته الخاصة، بما في ذلك إقصاء أطراف سياسية متعددة، يشكل أساسًا لشرخ خطير في الساحة الفلسطينية.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن هذا المسار، إذا استمر، سيُقدِّم لإسرائيل على طبق من ذهب فرصة استراتيجية للخروج من مأزقها الحالي، عبر الانسحاب من غزة وترك الفوضى تعصف بها، بالتوازي مع ضخ السلاح الخفيف وتقديم أشكال دعم لأطراف مختلفة داخل القطاع.

وبيّن المغاربة أن هذه الفوضى ستجد وقودها أيضًا في السلاح المنتشر أصلًا، سواء بيد فصائل السلطة الفلسطينية أو حماس أو الجهاد الإسلامي أو باقي القوى المعارضة.

ونوّه إلى أن إسرائيل قد تمضي أبعد من ذلك، عبر تغذية وإذكاء حرب أهلية في الضفة الغربية نفسها، مستغلة الشرخ المتسع بين ما طرحه عباس من خطط سياسية تخص الشأن الداخلي الفلسطيني، وبين المزاج الشعبي العام الذي لا يزال يمنح حماس والمقاومة دعمًا وحاضنة واسعة.

واستطرد المغاربة قائلًا إن مثل هذا السيناريو، إذا تحقق، سيتيح لإسرائيل إعادة إنتاج واقع أمني وسياسي جديد، يخفف من أعباء الاحتلال المباشر، ويحوّل الساحة الفلسطينية إلى صراع داخلي مفتوح يُدار بأدوات فلسطينية، في ظل غياب وحدة القرار الوطني وانسداد أفق المصالحة.