الجغبير يكتب: الأردن لا يتنازل عن مبادئه ولا يفرط في أمنه
إياد الجغبير
الحادث الأمني الذي وقع عند معبر الكرامة يعيد الى الواجهة حساسية الموقف الأردني بين التزاماته الدولية وبين حالة الغليان الشعبي التي تفجّرها كل يوم صور الدم والدمار في غزة.
فالأردن الدولة الموقعة على معاهدة سلام منذ أكثر من ثلاثة عقود لم يحد يوماً عن التزامه القانوني والدبلوماسي وكنا دوما ركيزة استقرار في منطقة مضطربة.
لكن في المقابل لا يمكن إغفال أن الشارع الأردني يرى في ما يحدث داخل القطاع دليلاً صارخا على أن إسرائيل لا تحترم قواعد السلام ولا تلتزم بروحه ولا نصّه.
فالغضب الشعبي ليس طارئا ولا معزولاً بل هو انعكاس طبيعي لجرائم يومية تطال اهل غزة وضفة وتجعل كل حديث عن “سلام” من قبل نتيناهو مجرد شعار فارغ.
وما جرى على المعبر لا يمكن فصله عن هذا السياق حيث يتنامى الشعور بأن إسرائيل تدفع المنطقة كل يوم إلى حافة الانفجار وهو ما يحذر منه جلالة الملك دوما .
ومع ذلك يظل الأردن متمسكاً بوضوح باتفاقياته الدولية وملتزماً بخياراته التي تمنع الانزلاق إلى الفوضى.
لان الأردن اثبت دوما قدرته على حماية حدوده وصون سيادته ويعلم أن الاستقرار هو خط الدفاع الأول وأن التفريط به لا يخدم أحداً سوى من يسعى إلى توسيع دائرة العنف.
فالأردن قادر على حماية نفسه وقادر على منع أي طرف من جرّه إلى صراع لا يريد الانخراط فيه لكنه في الوقت ذاته لا يمكن أن يصمت أمام ممارسات إسرائيل التي تضرب بعرض الحائط كل مبادئ السلام.
فبين التزام الاردن بالمعاهدات وشرعية الغضب الشعبي تسير الدولة على خيط رفيع فهي لا تتنازل عن مبادئها ولا تفرط في أمنها.
ويواصل الاردن ارسال رسالة واحدة واضحة بأن السلام لا يمكن أن يستقيم بينما يواصل الاحتلال قتل الأبرياء والأردن سيبقى في موقعه الثابت حامياً لنفسه ومحافظاً على استقراره ومعبرا عن موقف شعبه الذي يرى في ما يجري فيغزة جرحاً مفتوحاً لكل الأمة