البراري يكتب: بين جدار الفصل وطبول الهيمنة
يبدو واضحا أن شهية الهيمنة والرغبة العارمة باستعراض القوة لدى إسرائيل والتلويح بالتمدد عموديا وافقيا، وعنجهية الخطاب المتعالي المدعم بالقوة العسكرية استخداما أو تهديدا، كلها سياسات ومخططات معلنة، ولكن هل تتفق هذه المخططات مع العقلية الإسرائيلية التي انتجت جدار الفصل العنصري، الذي احاط بحدود دولة الاحتلال؟.
إذا إسرائيل التي ابتعلت أراض كثيرة من قبل ال 67 من خلال همجية الجدار الذي هدف إلى حماية إسرائيل وخنق الفلسطينيين، نجد أنها أنتجت حدودا هي الأوضح والأكثر فجاجة على وجه الأرض، لكنها فشلت في حماية إسرائيل التي بقيت عرضة للهجمات من داخل فلسطين وخارجها، كما أن هذا الجدار على قسوته ولا إنسانيته لم يدفع الفلسطينيين إلى الهجرة وترك أرضهم، فهل فشل الجدار؟
إنه فشل في دفع إسرائيل إلى العمل على بدائل أهمها، بناء مجال إقليمي آمن نسبيا ويمكن أن يطلق عليه غلاف إسرائيل الآمن، من خلال تأمين جبهة الشمال، وإخراج سلاح حزب الله من المعادلة، وإعادة ترتيب أوراق سوريا ضمن أكثر من سيناريو قد توضح كثيرا منها، والعمل على إعادة احتلال غزة والقضاء على سلاح حماس، وضرب قوى المقاومة في مخيمات الضفة وتفكيك السلطة الفلسطينية وإعادة هيكلة دورها ووظيفتها، وضم غور الأردن من الجهة الفلسطينية.
هي ركائز هيمنة خارج نطاق جدار الفصل، بعد فشل الجدار في أداء وظيفته، هذا إذا ما أضفنا أن المستند الأسطوري/الديني الذي يسوق خرافة أرض الميعاد موجودة جغرافيا خارج الجدار، أي أن الضفة هي المستهدفة بالمستند الديني المحرف، وبناء على هذا كله فإن طبول الهيمنة الإسرائيلية تأتي من أجل الجدار الثاني، الغلاف الإقليمي