ارتفاع مذهل في نسب الإقلاع عن التدخين بالأردن
ارتفعت نسب النجاح في الإقلاع عن التدخين في الأردن بشكل ملحوظ خلال عام 2025، حيث بلغت نسبة من نجحوا في ترك التدخين بين مراجعي عيادات الإقلاع عن التدخين 15%، مقارنة بما بين 6% و9% في عام 2022، وفق ما أعلن الدكتور غيث عويس، مدير مديرية التوعية والإعلام الصحي في وزارة الصحة.
وأوضح عويس أن هذا الإنجاز يأتي ضمن استراتيجية وطنية طموحة لمكافحة التدخين بمختلف أشكاله، تعتمد بشكل رئيس على توسيع خدمات العيادات المتخصصة لعلاج إدمان النيكوتين، والتي تقدم العلاج والدعم النفسي والسلوكي والدوائي مجاناً لجميع الراغبين بالإقلاع عن التدخين.
وأشار إلى أن الوزارة تمضي قدماً في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية متعددة القطاعات لمكافحة التبغ والتدخين للأعوام 2024–2030، ضمن خطة عمل وطنية للأعوام 2024–2026، تشمل حزمة من الإجراءات التنفيذية، على رأسها توسيع خدمات العيادات المنتشرة في جميع محافظات المملكة.
وكشفت دراسة وطنية حول واقع التدخين في الأردن أجريت نهاية 2024، أن 51.6% من سكان المملكة مدخنون لأي نوع من أنواع التبغ، منهم 71% ذكور و29% إناث، وتشمل السجائر التقليدية والأرجيلة والتبغ المسخن والسجائر الإلكترونية.
وبيّن عويس أن الوزارة افتتحت حتى الآن 31 عيادة للإقلاع عن التدخين، موزعة جغرافياً على كافة المحافظات، وتدار من قبل كادر طبي مدرب وفق بروتوكول علاجي واضح، حيث يشمل العلاج الاستشارة الطبية الفردية، والدعم النفسي والسلوكي، والعلاج الدوائي المجاني عبر بدائل النيكوتين (العلكة، اللصقات، البخاخ الأنفي) أو أدوية لتخفيف الرغبة في التدخين.
وأشار إلى أن مدة العلاج عادة تصل إلى 12 أسبوعاً، مع متابعة دورية للحالات وتشجيع المراجعين على العودة للعيادة عند الانتكاس، ليتم إعادة تقييم الحالة وتقديم العلاج المناسب مرة أخرى.
وأفاد بأن نسب النجاح ارتفعت تدريجياً من 6–9% في 2022 إلى 14–15% في 2024 وحتى بداية 2025، مع زيادة تدريجية في عدد المراجعين، وارتفاع وعي الإناث بأهمية الإقلاع عن التدخين.
وأكد عويس أن جهود الوزارة لا تقتصر على العلاج، بل تشمل تطبيق قانون الصحة العامة الذي يحظر التدخين في الأماكن العامة وينظم محال بيع التبغ، حيث نفذت ضباط مكافحة التدخين أكثر من 35 ألف زيارة ميدانية خلال 2024، وأكثر من 25 ألف زيارة في النصف الأول من 2025، أسفرت عن تحرير مخالفات، توجيه إنذارات، وإغلاق منشآت مخالفة.
كما أشاد بالدور التوعوي للوزارة عبر الحملات الوطنية للتعريف بمخاطر التدخين، ونشر الوعي بالقانون وخدمات العيادات المجانية، مؤكداً أن الدعم العائلي والمجتمعي يساعد بشكل كبير في استكمال العلاج والالتزام به.
وختم عويس بالقول إن الوزارة ستواصل افتتاح عيادتين جديدتين سنوياً، مع التوجه لافتتاح عيادات داخل الجامعات الحكومية والخاصة، مشدداً على أن الإقلاع عن التدخين لم يعد مجرد قرار شخصي، بل قضية صحة عامة تتطلب التوعية والدعم والعلاج المبني على العلم، وعيادات الإقلاع المجانية تمثل فرصة حقيقية يجب ألا تتردد في استثمارها أي فئة مدخنة.