القعير يكتب : ماذا تنتظرون بعد قطر؟
إبراهيم القعير
كشف المبعوث الأمريكي توم باراك أن إسرائيل لم تعد ملتزمة بحدود الشرق الأوسط التي رسمتها اتفاقية سايكس بيكو، مؤكداً أن تل أبيب تمتلك "القدرة والرغبة" للتحرك عسكرياً في المنطقة، فهي تقصف اليمن وسوريا ولبنان والعراق وغزة، وها هي الآن تقصف قطر.
أصبحت الطائرات هي من تحدد شكل الشرق الأوسط الجديد، بلا إيران وتركيا، في إطار دعم تقسيم سوريا، وإثارة الفتنة في لبنان، وإضعاف مصر وعزلها عن العالم العربي. كل ذلك يعكس مؤشرات جديدة في الصراع العربي–الصهيوني، كما يشير نتنياهو في خطاباته والخرائط التي ينشرها عن حدود "الكيان الصهيوني الغاصب" الجديدة.
ضربة قطر، الحليف الأمريكي الذي يضم قاعدة عيديد التي تزود إسرائيل بالأسلحة، تهدف إلى عزل قطر عن الساحة الدولية واستبدالها بدولة أكثر ولاءً وفاعلية في دعم الهيمنة الصهيونية في الشرق الأوسط.
إن "إسرائيل الكبرى" قيد التنفيذ، وترسم حدودها على أنقاض الدول العربية. لذلك، طلب نتنياهو أن تكون جنوب سوريا منطقة منزوعة السلاح، ويدعم المنشقين في السويداء، ويطالب بنزع السلاح من حزب الله وطرد الميليشيات من العراق، كل ذلك بدعم أمريكي وعربي. وفي الوقت نفسه، تبقى الشعوب العربية في سبات وصمت، على عكس الشعوب الغربية التي تطالب بإنهاء الحروب في المنطقة.
وتدعي أمريكا، الداعم الرئيسي للمرتزقة لخدمة وحماية العصابة الصهيونية، أن هذا شأن إسرائيلي لا شأن لها به، كما صرح ترامب نفسه.
وكل العالم يدرك أن ترامب منافق وكاذب ومضلل، وتجرد من الإنسانية والأخلاق، ولا يزال يحاول السيطرة على العالم ونهب خيرات الشعوب وإفقارها وإضعافها، رغم التحرك الصيني الضعيف مع روسيا لإيجاد قطب جديد يضع حداً لتمرده العالمي ويحدث توازناً عالمياً يضمن حقوق البشر.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: "سأطلب من الدول التي تستضيف قواعد عسكرية أن تمنحنا ملكية الأراضي مجاناً، ومن يعارض نأخذها بالقوة". ونقل موقع "فاستنيك كافكاز" الروسي عن ترامب أنه يفكر في استخدام أموال دول الخليج الموجودة في البنوك الأمريكية، والتي تقارب 4 تريليونات دولار، للحد من العجز في التجارة الخارجية الأميركية وتقليص حجم الدين العام.
إن ما يحدث يمثل قمة البلطجة والغطرسة والظلم والفاشية والعنصرية والإمبريالية الصهيونية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بينما الشعوب العربية والإسلامية لم تحرك ساكناً، ومشتتة، غير قادرة على إنشاء تحالف يحميها ويدافع عن أوطانها. وإذا امتلكت هذه الشعوب الأسلحة والجيش الذي يردع التوسع والسيطرة الصهيونية، لكان بمقدورها مواجهة المخططات التي تهدف إلى إنشاء تحالف جديد في الشرق الأوسط لضمان مصالح إسرائيل وحماية نفسها.