القرالة يكتب: لا للتهجير ..رسالة أردنية مصرية عربية حاسمة

د. عبدالحكيم القرالة

لم يعد خافياً على أي طرف الاجندات الخبيثة التي يرمي اليمين الاسرائيلي المتطرف الى تحقيقها وفي مقدمتها تصفية القضية الفلسطينية برمتها وحلها على حساب الغير عبر انتهاج ابشع اساليب حرب الابادة والحصار والتجويع على الاشقاء الفلسطينيين لاجبارهم على ترك ارضهم وسلبهم حقوقهم المشروعة.

حكومة اليمين الاسرائيلي المتطرف ومنذ عدوانها الغاشم على الاشقاء في غزة بدى واضحا ان ذلك يقوم على مبدأ وحيد وهو الاجرام والعنف والاستمرار بهذه المقتلة ضاربا بعرض الحائط كل المواثيق والقوانين الدولية وحقوق الانسان لا بل يتفنن باساليب الاجرام والعنف عبر حرب الاوبئة والتجويع والحصار وجعل غزة مكانا غير قابل للحياة والتضييق على الاشقاء بغية تهجيرهم قسرا.

كل ذلك يتطلب وقفة جادة وحازمة من قبل المجتمع الدولي لتجسيد الشرعية الدولية وتفعيل مؤسساتها ذات الصلة وعلى رأسها الأمم المتحدة وخصوصا مجلس الأمن لاتخاذ إجراءات فعلية لوقف كل هذا العنف والاجرام الاسرائيلي الذي يتم على مرأى ومسمع الجميع ما يتطلب تحركا فعليا من جميع الاطراف للجم كل هذه الانتهاكات التي تهدد السلام الاقليمي.

الاردن ومصر اول من تنبهتا الى اجندات اليمين الاسرائيلي المتطرفة والتي تبتغي احتلال غزة وتهجير اهلها وافراغها من السكان وكذلك ما ينطبق على الضفة الغربية عبر انتهاكات سافرة واجراءات احادية انتهجت العنف ضد الاشقاء والتوسع بالسياسات الاستيطانية وقضم الاراضي عدا عن الانتهاكات الصارخة التي تتعرض لها القدس والمقدسات الاسلامية والمسيحية ومحاولات تغيير الوضع القانوني والتاريخي للمدينة المقدسة.

من هنا قادت الاردن ومصر ضمن جبهة عربية واحدة معركة دبلوماسية عبر الاشتباك مع كافة عواصم صنع القرار الدولي لاسناد الحق الفلسطيني وكشف مآرب اليمين الاسرائيلي الذي لا يريد ايقاف هذه الحرب ويريد وأد الدولة الفلسطينية واغتصاب حق الشعب الفسطيني الغير قابل للتصرف في تقرير المصير في مسعى خبيث يهدف الى التشويش على الحراك الدولي الذي يذهب باتجاه الاعتراف بالدولة الفسطينية .

هذه التصريحات التحريضية المتعددة والتي يطل علينا بها اقطاب اليمين الاسرائيلي المتطرف تكشف حقيقة هذا التيار الذي لا يريد سلاما ويريد اقصاء أي جهود للتسوية السياسية والسلمية ولا سبيل لديه الا العنف وفائض القوة الذي شعر بانه يمتلكه متناسيا ارتدادات ذلك على دولة الاحتلال وعلى المنطقة برمتها .

كل هذه الاجواء وهذه التصريحات الرعناء تكشف حالة التخبط والازمة الكبيرة والعميقة التي تعيشها دولة الاحتلال والقفز الى المجهول للتغطية على وضعه المأزوم عبر تصدير ازماته الى دول المنطقة خصوصا دول الجوار ،وهذه دلالة اكيدة على ان هذه التصريحات التي تأخذ صبغة الدعاية والحرب النفسية وبالونات الاختبار تعكس حقيقة ما تعايشة دولة الاحتلال داخليا.

وهنا لماذا مصر والاردن الاكثر استهدافا من قبل اليمين الاسرائيلي المتطرف لانهما خط الدفاع الاول عن القضية الفلسطينية وموقفهما في دعم صمود الاشقاء على ارضهم خصوصا جهودهما الانسانية ، فضلا عن المعارك السياسية والقانونية والدبلوماسية التي ازعجت وأربكت هذا اليمين المتطرف خصوصا الحراك الدولي الكبير نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية

جملة القول ،، التهجير خط احمر لا يمكن تجاوزه ،وثابت لا يقبل المساومة ومرفوض بالمطلق اردنياً ومصرياً وفلسطينياً وعربياً وسيبقى الاردن ومصر يمثلان رأس الحربة في الدفاع عن فلسطين حتى تعاد الحقوق لاصحابها باقامة الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة على التراب الوطني .