سماء الأردن تتحضر لمشهد فلكي نادر

تشهد سماء المملكة مساء الأحد المقبل، خسوفا قمريا كليا نادرا يعد الأطول منذ عام 2022، حيث سيغطي ظل الأرض كامل قرص القمر، ويتحول لونه إلى الأحمر النحاسي، في مشهد ينتظره عشاق الفلك والراصدون في الأردن والعالم.

وتشير التقديرات الفلكية إلى أن الخسوف الكلي سيكون مرئيا بالكامل لنحو 77% من سكان العالم، بينما يمكن متابعة جميع مراحله من البداية وحتى النهاية لنحو 60% من سكان الكرة الأرضية.

وأوضح رئيس الجمعية الفلكية الأردنية، الدكتور عمار السكجي، أن الخسوف يبدأ بدخول القمر منطقة شبه الظل عند الساعة 6:28 مساء بتوقيت عمان، على أن يظهر القمر فوق الأفق الساعة 6:47 مساء. فيما تبدأ مرحلة الخسوف الجزئي عند الساعة 7:27 مساء، وتبدأ ظاهرة الاحمرار تدريجيا قبل أن يبدأ الخسوف الكلي عند الساعة 8:30 مساء، ويبلغ ذروته عند 9:11 مساء، على أن تنتهي المرحلة الكلية عند الساعة 9:52 مساء. ويستمر الخسوف الجزئي حتى الساعة 10:56 مساء، فيما ينتهي الخسوف شبه الظلي عند الساعة 11:55 مساء.

وأشار السكجي إلى أن مدة الخسوف بجميع مراحله تصل إلى خمس ساعات وثماني دقائق، بينما يستمر الخسوف الكلي لمدة 82 دقيقة كاملة، وسيكون مرئيا من مختلف مناطق المملكة، إضافة إلى أجزاء من آسيا وأفريقيا وأستراليا وأوروبا.

ودعت الجمعية الفلكية الأردنية الجمهور للمشاركة في فعالية رصدية بالمدينة الرياضية (البوابة رقم 3 قرب صرح الشهيد) ابتداء من الساعة السابعة مساء، حيث ستتوفر أجهزة فلكية للتصوير والرصد، إلى جانب بث مباشر على منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام لعرض مراحل الخسوف. وأكدت الجمعية أن الفترة الممتدة من الساعة 8:30 إلى 9:52 مساء هي الأنسب لمتابعة المشهد بأوضح صورة.

من جانبه، أوضح مدير الشؤون العلمية والتدريب في المركز الإقليمي لتدريس علوم الفضاء، الدكتور حنا صابات، سبب تحول لون القمر إلى الأحمر أثناء الخسوف الكلي، موضحا أن الأرض تحجب أشعة الشمس المباشرة، ويمر الضوء عبر الغلاف الجوي الذي يبعثر الأطوال الموجية القصيرة (الأزرق والبنفسجي)، ويسمح بمرور الأطوال الطويلة (الأحمر والبرتقالي) لتنعكس على سطح القمر، مشيرا إلى أن المشهد يشبه شروق أو غروب الشمس.

كما أكد عضو مركز الفلك الدولي، الدكتور أنس صوالحة، أن الخسوف يمكن مشاهدته بالعين المجردة، بينما تتطلب مرحلة التصوير بعض الاحتياطات، مثل تثبيت الهواتف أو الكاميرات على حامل ثابت واستخدام خاصية التصوير الاحترافي للتحكم في مدة التعريض الضوئي.

من جانبه، أوضح أستاذ الفيزياء الفلكية وعلوم الفضاء في جامعة البلقاء التطبيقية، الدكتور علي الطعاني، أن عام 2025 يشهد خسوفين قمريين كليين في 14 آذار و7 أيلول، إلى جانب كسوفين جزئيين للشمس في 29 آذار و21 أيلول، مؤكدا الدقة الفائقة للحسابات الفلكية التي تعتمد عليها الجهات الرسمية في تحديد بدايات الشهور القمرية.

وأشار الطعاني إلى أن كل خسوف قمري يحدث حصريا في طور البدر، فيما يحدث الكسوف الشمسي في طور المحاق، وأن كل خسوف قمري يتبعه عادة كسوف شمسي بعد نحو أسبوعين تقريبا، فيما تتكرر "مواسم الكسوف والخسوف" مرتين سنويا، بحيث يشهد الموسم الواحد كسوفا وخسوفا متتاليين.