أستاذ علم اجتماع محذرًا عبر "أخبار الأردن": الأمور قد تخرج عن السيطرة

 

قال أستاذ علم الاجتماع والجريمة الدكتور جهاد الحجي إنّ الحادثة المأساوية المتمثلة بمقتل نائب أسبق ونجله، وإصابة زوجته على يد ابن شقيقه، لا يمكن النظر إليها بمعزل عن سياق اجتماعي مأزوم يتسم بارتفاع منسوب العنف المجتمعي، وتآكل منظومة الضبط الاجتماعي.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أنّ مثل هذه الحوادث تعكس حالة تراكمية من الاحتقان والاضطراب القيمي، إذ لم تعد القوانين العرفية أو الروابط العائلية قادرة على كبح الانفجارات العنيفة التي قد تخرج عن السيطرة في أي لحظة.

وبيّن الحجي أن تفكك البنى الاجتماعية، وتراجع سلطة القيم الجمعية أمام تنامي النزعات الفردية والأنانية، يقود إلى مشهد مقلق تتزايد فيه جرائم القتل ذات الطابع الأسري أو العشائري، لافتًا إلى أنّ ما جرى يُنذر بمرحلة خطيرة، قد تتجاوز حدود الحوادث الفردية لتتحول إلى ظاهرة تهدد السلم الأهلي إذا لم تُعالج بأدوات مؤسسية شاملة، تبدأ من التعليم والثقافة وتصل إلى إعادة الاعتبار لهيبة القانون وتطبيقه بعدالة وصرامة.

وأشار إلى أنّ المجتمع الأردني، الذي اعتاد عبر عقود على التماسك والاحتكام إلى الأعراف والقوانين، يواجه اليوم تحديًا غير مسبوق يتمثل في تزايد منسوب العنف الدموي داخل الأسر والعشائر، الأمر الذي يستدعي استنفارًا وطنيًا لإعادة ضبط المعايير القيمية والردع القانوني معًا.