حذر مسؤولون صحيون في الأردن من تزايد خطر عقر الكلاب الضالة، خصوصًا مع بدء العام الدراسي وعودة الأطفال إلى المدارس في ساعات الصباح المبكرة قبل شروق الشمس.

وأوضح رئيس قسم الصحة العامة في مستشفى الأميرة بسمة، الدكتور محمد نوافلة، أن الإصابات الأخيرة تنوعت بين اليد والفخذ وأجزاء أخرى من الجسم، وبعضها كانت بليغة.

وأكد نوافلة أن المصابين جرى التعامل معهم وفق البروتوكول المعتمد، حيث تم تنظيف الجروح لمدة 15 دقيقة بالماء والصابون دون خياطة قبل خروج الإفرازات، وسيتم متابعة المصابين لدى مديرية الأمصال لاستكمال جرعاتهم.

وبيّن نوافلة أن شهر تموز الماضي شهد تسجيل 151 حالة عقر، بينما بلغ عدد الحالات في آب الحالي حتى يوم أمس 118 حالة.

وأشار إلى أن كثافة الكلاب الضالة ازدادت بشكل ملحوظ، فيما تم تسجيل 13 حالة عقر مؤخرًا في منطقة زبدة فركوح.

وأكدت مديرة تربية قصبة إربد بالوكالة، هدى الشطناوي، حرص الوزارة على خلو المدارس من الكلاب، مشيرة إلى أن الحادثة الأخيرة وقعت خارج المدرسة، وأن المصابين فروا إلى داخلها. ودعت البلديات إلى تمشيط المناطق وإبعاد الكلاب المنتشرة في الطرقات.

من جانبه، أوضح رئيس جمعية "عناية" للرفق بالحيوانات، أحمد التميمي، أن رئيس الوزراء أصدر عام 2023 تعميمًا بتكليف الجهات المختصة بعقد اجتماعات عاجلة للتعامل مع الكلاب الضالة وتخصيص أراضٍ لنقلها، إلا أن القرار لم يُنفذ حتى الآن. وأضاف أن القانون يحمّل البلديات مسؤولية التعامل مع الكلاب، لكن البعض يتذرع بعدم توفر الإمكانيات المالية.

وأشار التميمي إلى أن الجمعية تتكفل بإطعام الكلاب الضالة في مختلف المحافظات، موزعة نحو ألفي كيلوغرام من اللحوم شهريًا، مطالبًا البلديات بتأمين موظفين وتوفير المطاعيم من وزارة الزراعة، ومنح أراضٍ فارغة للتعامل مع الكلاب. ولفت إلى أن تكلفة مطعوم الكلب الضال لا تتجاوز 4 دنانير، في حين تنفق وزارة الصحة ما بين 700 ألف و3 ملايين دينار سنويًا لعلاج المصابين بحالات العقر.

بدورها، أكدت المديرة التنفيذية للرعاية الصحية في أمانة عمان الكبرى، شتورة العدوان، أن الأمانة التزمت بتعميم رئيس الوزراء وأعدت خطة للتعامل مع الكلاب الضالة، تنفذ من خلالها حملات منتظمة لجمعها ووضعها في مركز رعاية الحيوان لإجراء عمليات التعقيم قبل إعادة إطلاقها، حيث يُجرى نحو 8 آلاف عملية سنويًا. وأوضحت أن الكلاب الضالة تنتقل إلى عمان بسبب عدم تطبيق نظام ABC في بعض البلديات الأخرى.

وفي المقابل، أشار رئيس بلدية الرصيفة السابق، شادي الزيناتي، إلى صعوبة حل مشكلة الكلاب الضالة في ظل الاتفاقيات الموقعة بين الحكومات وجمعيات الرفق بالحيوان، داعيًا إلى إعادة الصلاحيات السابقة للبلديات لقتل الكلاب أو تسميمها، مشيرًا إلى أن نسب العقر في عمان أكبر من غيرها، وأن عام 2022 شهد أكثر من 7 آلاف حالة عقر وحالتي وفاة.